فيصل أبو بكر | 2024-04-05

عدن -- قالت مصادر إن زعماء حوثيين وقادة من الحرس الثوري الإيراني عقدوا عدة اجتماعات لبحث عمليات الحوثيين على الأرض باليمن وتنظيم تصعيد في البحر الأحمر.

وتهدد هذه الأنشطة بنسف أية محاولات لإحلال السلام في اليمن.

وكشفت وكالة خبر يوم 24 آذار/مارس أن اجتماعا سريا عقد مؤخرا في الحديدة بين ضباط من جماعة الحوثيين والحرس الثوري لمناقشة مخطط تصعيد عسكري تعتزم إيران تنفيذه في البحر الأحمر والممرات المائية الإقليمية.

وقبل ذلك، عقد ما يسمى بـ "المشرف العام على القوات البحرية" بجماعة الحوثي المدعو منصور أحمد السعدي (المعروف أيضا بلقب أبو سجاد) سلسلة اجتماعات مع ضباط من الحرس الثوري، تم خلالها تجنيد صيادين للمهمات العسكرية في البحر.

وقالت الوكالة إن الحوثيين يجندون الصيادين لتنفيذ هجماتهم في البحر والانخراط في اشتباكات مع السفن كنوع من الدروع البشرية لمقاتليهم.

وأضافت أن المهام الموكلة إلى هؤلاء العناصر تشمل مراقبة تحركات الجيش والسفن التجارية وتصويرها.

وذكرت مصادر للوكالة أنه يتم إرسال الصور ومعلومات أخرى بشأن السفن مباشرة إلى غرفة عمليات مشتركة تابعة للحوثيين.

ونقل الحوثيون الصيادين المجندين إلى جزيرة كمران، حيث أقامت الجماعة المدعومة من إيران تواجدا بحريا لها.

وتم تدريب المجندين في الجزيرة على كيفية زراعة الألغام البحرية وتفخيخ السفن السطحية المسيرة وإطلاقها.

وقالت الوكالة إن أبو سجاد هو المسؤول المباشر عن العمليات البحرية للحوثيين والمنفذة تحت إشراف قادة الحرس الثوري، علما أن علاقة قديمة تربطه بهم.

ويعتبر أبو سجاد من أوائل من تلقوا التدريب الذي وفره خبراء الحرس الثوري للحوثيين في معسكرات بطهران، وقد شارك في دورات عسكرية نظمها حزب الله اللبناني في منطقة البقاع اللبنانية.

أبو سجاد من أدوات إيران

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في أيار/مايو 2021 عقوبات على السعدي الذي "خطط للهجمات الفتاكة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر"، بحسب وزارة الخزانة الأميركية.

واتهمته بتوجيه قوات "قامت بصورة متكررة بنشر الألغام البحرية التي ضربت السفن بغض النظر عن طابعها المدني أو العسكري".

وقالت الخزانة إن السعدي ساعد أيضا في تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.

وفرض مجلس الأمن بالأمم المتحدة عقوبات عليه في أيلول/سبتمبر 2022.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إن "السعدي هو من يقود العمليات العسكرية ضد سفن الشحن".

وتابع أنه متهم باختطاف السفينة روابي وتنفيذ عمليات القرصنة البحرية في البحر الأحمر.

وأضاف أن "هذا الاجتماع [الأخير] مع خبراء الحرس الثوري هو استكمال لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في البحر الأحمر" والممرات المائية الإقليمية الأخرى، وذلك بدون مراعاة مصالح الشعب اليمني.

وأكد أن "جماعة الحوثي تنفذ ما تخطط وترسم له إيران وإن السعدي أحد أدوات إيران"، مشيرا إلى أن هذا الأخير تدرب "على يد خبراء الحرس الثوري في إيران وخبراء حزب الله في لبنان".

سفينة تجسس إيرانية في البحر الأحمر

ومن جانبه، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل للفاصل إن "الكثير من التقارير أكدت أن قدرات الحوثيين أقل من أن تتمكن من رصد السفن وتوجيه الضربات إليها".

وأضاف أن ذلك يدل على أن وحدة مخابرات رسمية تعمل في الخلفية بالتنسيق مع الحوثيين، "وهذه مواصفات إيران".

وتابع أن "وجود الخبراء الإيرانيين في مناطق سيطرة الحوثي ليس بالأمر السري"، مشيرا إلى أن سفينة التجسس الإيرانية في البحر الأحمر تعرف بتزويدها الحوثيين بالمعلومات المتعلقة بأصحاب السفن ووجهاتها.

وذكر المجيدي أن "السلام هو آخر ما تفكر به جماعة الحوثي وإنها مستعدة لتفجير الوضع كل لحظة في البر والبحر لأنها لا تستطيع العيش إلا في ظل الحرب".

وبدوره، قال الأكاديمي والمحلل السياسي فارس البيل للفاصل إن "الحوثيين ليسوا إلا جنودا تحت راية الحرس الثوري والمشروع الايراني. ومن يشرف على العمليات ومن يخطط لها، فهم خبراء الحرس الثوري".

وأضاف "نستطيع القول إن اليمن أصبح جسر عبور في مشروع الاستراتيجية الإيرانية".