أمن

عنف حماس وتلاعبها الإعلامي يضران بالشعب الفلسطيني

يشكل عنف حماس بحق المدنيين واستخدامها وسائل الإعلام لنشر الأكاذيب ʼخطأ تاريخياʻ، بحسب القادة الفلسطينيين الذين يعملون على إيجاد حل سلمي للصراع.

موظفون من الأمم المتحدة ومدنيون فلسطينيون يهربون من خان يونس في جنوبي قطاع غزة في ظل تواصل المعارك بين إسرائيل ومقاتلي حماس في 3 كانون الأول/ديسمبر. [محمود همس/وكالة الصحافة الفرنسية]
موظفون من الأمم المتحدة ومدنيون فلسطينيون يهربون من خان يونس في جنوبي قطاع غزة في ظل تواصل المعارك بين إسرائيل ومقاتلي حماس في 3 كانون الأول/ديسمبر. [محمود همس/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

أضرت أفعال حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وفي الأسابيع التالية من الحرب مع إسرائيل بالشعب الفلسطيني وحقه بالعيش بسلام، حسبما ذكر مراقبون يتابعون تطور الصراع.

وقالوا إن مسؤولية الحركة هي تجاه شعب قطاع غزة، غير أن التكتيكات المتبعة على الأرض هي تكتيكات إرهابيين ويؤدي قيامها بنشر المعلومات المضللة إلى مفاقمة معاناة المدنيين وإطالة أمد الصراع.

وقالت شخصية بارزة بحركة فتح طلبت عدم الكشف عن هويتها لموقع الفاصل إن "القيادة الفلسطينية ترفض رفضا قاطعا تصرفات حركة حماس وتؤكد أن الحركة لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته وأسلوب مقاومته".

وتابع أنه منذ تأسيسها وعبر التاريخ، "لم تقم يوما [المقاومة الفلسطينية] بمهاجمة المدنيين، إذ تعتبر أن معركتها هي ضد من يحملون السلاح وليس ضد المدنيين".

وأضاف أن "المقاومة الفلسطينية الحقيقية تعتبر المدنيين من أية جنسية كانت عربية أو يهودية لهم نفس الحقوق والحماية والتحييد في الصراعات والمواجهات".

وذكر أن استهداف حماس للمدنيين يشكل "خطأ تاريخيا سيؤثر سلبا على مسار القضية الفلسطينية في المستقبل القريب".

وقال إن حماس ارتكبت فظائع منذ اندلاع الصراع الحالي عبر استهداف المدنيين وإنكار قيامها بذلك بعده.

وأوضح "لكن الوقائع تؤكد الأحداث وقيام [حماس] باحتجاز الرهائن للمساومة السياسية وتعريضهم للخطر أمر مفروض ويعارض الاتفاقات والقوانين الدولية".

وتابع "ولذا، فان حماس نقلت نفسها تلقائيا إلى خانة المنظمات الإرهابية بالأدلة القاطعة القطعية ولا يوجد أي سبيل من السبل للدفاع عنها".

وأشار إلى أنه "بالتالي، فان الأمر سينعكس ليس فقط عليها بل على عموم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية المشروعة التي تطالب بحلول سلمية تحفظ حقوق الشعبين وتؤمن مناطق آمنة لكلاهما".

دعاية حماس

وفي هذا السياق، قال مازن زكي مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية في مصر إنه منذ مهاجمة اسرائيل من قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر وقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وأجنبي غالبيتهم من المدنيين واحتجاز أكثر من 200 آخرين كرهائن، اعتمدت حماس "خطة إعلامية مدروسة بعناية" في الإعلام التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف لموقع الفاصل "لكن، وعلى عكس العادة، فإنها فاشلة".

فأغرقت حماس مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار الدعائية والمزاعم الكاذبة وقامت بتحريف تسجيلات الفيديو كطريقة لحشد الدعم الشعبي وجمع الأموال.

وعلى سبيل المثال، قامت الحركة الإرهابية بنقل وفاة جدة بالبث المباشر وأظهرت تسجيلات مذلة للرهائن وأعلنت للإسرائيليين عن مقتل أقاربهم مبينة تصميمها على استخدام الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب العنف.

وتشمل الصور التي انتشرت على نطاق واسع لقطات لامرأة شبه عارية خلف حافلة نقل على متنها أيضا مسلحون يهتفون بجانبها.

وقال زكي "لأول مرة تتم الإشادة والترويج لاستهداف المدنيين بهذا الشكل الفاضح" على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحماس، مشيرا إلى أن "المقاومة [الفلسطينية] عبر التاريخ لم تشهد أسلوبا مشابها على الإطلاق".

وتابع "حتى أن المؤثرين الحقيقيين على مواقع التواصل وقعوا بالفخ أيضا وقاموا بالترويج لأخبار كاذبة لا تمت للواقع بصلة على الإطلاق".

وبدوره، قال دافيد كولون الأستاذ المحاضر في جامعة العلوم السياسية في باريس لمجلة بارونز الإخبارية إن سردية حماس حظت بتضخيم على الإنترنت كونها "تم نشرها تلقائيا من قبل المتصيدين الإيرانيين والروس وتم دعمها من قبل وسائل الإعلام الرسمية".

ونقلت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في 22 تشرين الأول/أكتوبر أنه في حين أن حملة التضليل التي اعتمدتها حماس بدت فعالة، إلا أنها "تحولت إلى كارثة بمجال العلاقات العامة".

وقالت "لطخت فيديوهات وصور المجزرة صورة حماس التي كانت مفضلة في الماضي كقوة معتدلة تناضل من أجل العدالة".

أداة لإيران

ومن جانبه، قال فتحي السيد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية إن التلاعب الإعلامي الذي تنفذه حماس والأكاذيب التي تنشرها تسببت بفقدانها مصداقيتها، وقد أصبح من الواضح بنظر العالم أن الحركة ليست إلا أداة للسياسة الإيرانية في الشرق الأوسط.

وذكر للفاصل أن "الدبلوماسية الفلسطينية التي تمارسها القيادة الشرعية المتمثلة بحركة فتح نجحت خلال السنوات الأخيرة بفتح القنوات الدبلوماسية ... ليس فقط مع حكومات تل أبيب وواشنطن بل مع أغلب الحكومات الغربية".

وتابع "واستطاعت بالتالي جذب تعاطف حكومات وشعوب أوروبية في ظاهرة تعتبر نادرة جدا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي".

وأوضح للفاصل "إلا أن ما قامت به حركة حماس من استهداف للمدنيين وتضليل للرأي العام العالمي ... أفقد الشعب الفلسطيني التعاطف الدولي".

وقال "للأسف، فإن الأمور باتت مكشوفة للرأي العام رغم سيل المنشورات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتا إلى أن هناك "تناقضا كبيرا" بين الحقيقة ومنشورات حماس، لا سيما فيما يتعلق باستخدام الحركة المدنيين كدروع بشرية.

وتابع السيد أنه يجب إيجاد حل سلمي للصراع الحالي عبر القنوات الدبلوماسية الشرعية.

هل أعجبك هذا المقال؟