سياسة

تقاعس النظام الإيراني في مواجهة المحنة الفلسطينية يثير غضب الوكلاء الإقليميين والمدنيين

على الرغم من ترويجها على مدى سنوات للدعاية المؤيدة للفلسطينيين، فشلت طهران في اتخاذ أي إجراء وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، الأمر الذي خيب آمال العديد من وكلائها ومؤيديها.

نصب لأجساد وهمية لأطفال تم وضعه في ساحة فلسطين بطهران في إيران يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال مراقبون إن إيران لم تفعل الكثير لدعم الفلسطينيين وسط الحرب المستمرة في غزة سوى الكلام. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]
نصب لأجساد وهمية لأطفال تم وضعه في ساحة فلسطين بطهران في إيران يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال مراقبون إن إيران لم تفعل الكثير لدعم الفلسطينيين وسط الحرب المستمرة في غزة سوى الكلام. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال مراقبون إنه على الرغم من الدعاية المناهضة لإسرائيل المستمرة منذ عقود، إلا أن إيران لم تفعل الكثير لدعم الفلسطينيين وسط الصراع الحالي في غزة مكتفية بالكلام.

وتعني الدعوة إلى تدمير إسرائيل وهي الدعاية التي ينشرها الحرس الثوري منذ سنوات، التضامن مع الفلسطينيين ومع حماس.

ولكن ومع تصاعد الحرب في غزة إلى مستوى غير مسبوق، تقف طهران موقف المتفرج وتضغط على حلفائها في العراق ولبنان واليمن لتجنب توسيع نطاق العمليات العسكرية.

وقد أصدر النظام الإيراني لوكلائه في هذه الدول توجيهات للاكتفاء بردود محدودة، الأمر الذي أثار استياء الأوساط الشعبية والعسكرية في المنطقة.

فلسطينيون ينتظرون للعبور إلى مصر من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. وأثار تقاعس إيران وسط محنة المدنيين في غزة غضب الكثيرين في المنطقة. [محمد عابد/وكالة الصحافة الفرنسية]
فلسطينيون ينتظرون للعبور إلى مصر من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. وأثار تقاعس إيران وسط محنة المدنيين في غزة غضب الكثيرين في المنطقة. [محمد عابد/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في غزة بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر لمنطقة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تشهد حالة من التوتر المتصاعد بسبب أعمال حزب الله مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس. [قناة حزب الله على تلغرام]
صورة التقطت في غزة بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر لمنطقة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تشهد حالة من التوتر المتصاعد بسبب أعمال حزب الله مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس. [قناة حزب الله على تلغرام]

وقالت الصحافية اليمنية المقيمة في القاهرة منى محمد إن "الحرس الثوري الإيراني ومنذ سيطرته على السلطة في إيران أطلق الشعارات المعادية لاسرائيل والداعية إلى تدميرها وجعل هذه القضية المادة الدعائية والسياسية الأولى".

وأضافت أن هذه الشعارات انتشرت كالنار في الهشيم في بعض دول الشرق الأوسط، جاعلة من تدمير إسرائيل الهدف الأساسي للجماعات المدعومة من إيران والموجودة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وبعض دول الخليج.

’موقف لا تحسد عليه‘

وقالت محمد للفاصل "بعد مرور أكثر من 4 عقود على الثورة الإسلامية، تجد إيران نفسها في موقف لا تحسد عليه".

وأضافت أنه كان من المتوقع أن تؤدي الأحداث الجارية حاليا في غزة إلى تدخل إيران المباشر، لكن "على أرض الواقع يوجد شبه جمود سياسي وعسكري من قبل إيران".

وتابعت أن "حتى تدخل إيران الإقليمي عبر أذرعها كان محدودا جدا في لبنان والعراق واليمن نظرا لإمكانياتها المحدودة".

وذكرت "تسود حالة من عدم الرضا في القواعد الشعبية والعسكرية في مناطق انتشار أذرع الحرس الثوري بسبب الاكتفاء بالردود السياسية والخطابات وبعض الردود العسكرية غير المجدية بل الفاشلة في بعض الأحيان كالصواريخ التي أطلقتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران من اليمن".

وأوضحت "فشلت إيران في اجتياز أول اختبار حقيقي لتحقيق الأهداف التي تم إطلاقها على مدى سنوات لتجنيد عشرات آلاف الشبان في منطقة الشرق الأوسط".

وقالت الصحافية إن سلوك طهران الأخير والحالي كشف أكاذيبها، إذ غضت الطرف عن مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وعناصر حماس.

إيران نصبت فخا لنفسها

ومن جانبه، قال الصحافي اللبناني خليل القاضي إنه منذ بدء عملية طوفان الأقصى (أي هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر والذي أشعل الحرب الحالية في غزة)، اكتفى النظام الإيراني بدعم حماس بالكلام فقط، وهو يوجه تهديدات عامة مع تسليط الضوء على الحل السلمي ووقف إطلاق النار.

وأضاف للفاصل في ضوء تصريحات وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان واتصالاته مع نظرائه العرب، "نخلص إلى القول إن إيران لن تتدخل عسكريا".

وقال القاضي إن العالم يريد السلام ويريد أن تكون منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط آمنة ومستقرة.

وتابع "هذا يعني إنهاء وجود الرؤوس الحامية خاصة المنظمات التي تدور في فلك دول مثل إيران".

ومن جهته، أشار الصحافي السوري محمد العبدالله إلى أن "إيران أوجدت لنفسها فخا بنفسها. فبعد سنوات من إطلاق التهديدات لتدمير إسرائيل وحماية الفلسطينيين، وجدت نفسها في موقف يستدعي أمرين لا ثالث لهما".

وقال إن الأول هو دعم حماس، وهذا حزب يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يفككه بالكامل.

وتابع للفاصل أن الأمر الثاني وهو ما يحدث حاليا، هو اكتفاء إيران بالتصريحات فقط مع توجيه أوامر مشددة لأتباعها بضبط النفس وتجنب توسيع العمليات الجارية.

وأردف أنه بما أن إيران تعلم جيدا أن أي تحرك لتوسيع الصراع الحالي سيؤدي إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها وربما يشمل دولا أخرى، فسيبقى موقفها محصورا بالخيار الثاني على الأرجح.

وقال العبدالله إن طهران لا تستطيع تحمل التكاليف المالية والسياسية والعسكرية للتورط في الصراع الحالي، خاصة مع نجاح جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

وأوضح للفاصل أن هذه الدول أصبحت الآن مرتبطة بتحالفات استراتيجية تقودها إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد التدخل الإيراني المباشر.

وأكد أن الصراع الدائر سيجبر إيران على البقاء صامتة، ما قد يؤدي إلى تقليص دورها الإقليمي بشكل كبير إن لم يكن القضاء عليه بالكامل.

وقد يكون هذا "بداية نهاية الانتشار الإيراني في المنطقة بعد فقدان المنطقة الثقة بقيادة الحرس الثوري و[بالمرشد الإيراني] علي خامنئي".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

اعجبني هذا التعليق لكني اريد اسرائيل ان تبعد عن فلسطين وتتركها في حالها هي لم تفعل فيها شيء ان ان الصهيينيون لا يحبون المسلمين لانهم كفار لا يحبوننا وانا مسلمه واريد اخواتنا في غزه ان تنجب سلام مثل ما انا اعيش في سلام والناس اجمعين يعيشون في سلام ارض غزه هي ارض الحشر اتركوها اتركوها تعيش مثل ما هي تريد لا احد يغصب عليها اي شيء

سكس امهات كس جامد طيز حمره بلبل بلبل في الطيز زبر فشيخ

نتلتىرب
وببعىربل