فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية | 2023-10-13

القدس -- قال محللون إن هدف حركة حماس من هجومها الدامي على إسرائيل كان كسر الجمود في غزة، ولكن ربما تكون قد ارتكبت بذلك خطأ مميتا في ظل تصميم جارتها اليوم على القضاء عليها.

وقال جورج جياكامان، وهو أستاذ محاضر في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، إن حماس، التي كانت مسؤولة عن إدارة قطاع غزة منذ الاستيلاء عليه بالقوة عام 2007، تعرضت للضغط من قبل الشعب الفلسطيني على خلفية الظروف الإنسانية الصعبة في غزة.

وذكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن "غضب الشعب تجاه إسرائيل تحول إلى غضب ضد الحكومة وبالتالي ضد حماس".

وكانت حركة حماس قد تأسست عام 1987 على يد مجموعة مسلحين ادعوا أنهم من الإخوان المسلمين.

وعلى مر السنين، طورت حماس شبكة رعاية اجتماعية واسعة إلى جانب جمعيات خيرية، ولا سيما مدارس، ما يساعد في فهم نفوذ وشعبية تزايدتا على حساب السلطة الفلسطينية.

ويقيم الزعيم الحالي لحماس اسماعيل هنية بين تركيا وقطر، مع أن الحركة مدارة في غزة من قبل يحيى السنوار الذي ينظر إليه بداخل الحركة على أنه أكثر تشددا.

وتضم حماس جناحا مسلحا منفصلا هو كتائب عزالدين القسام بقيادة محمد الضيف المتخفي، والذي يعتبر العدو الأول لإسرائيل وقد حاولت هذه الأخيرة اغتياله في مناسبات عدة.

وفي خطوة نابعة من غضبها إزاء منعها من ممارسة أي نفوذ فعلي بعد فوز الانتخابات النيابية في العام 2006، قامت حركة حماس، التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنظيما إرهابيا، بطرد الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس من قطاع غزة عام 2007 من أجل بسط سيطرتها بشكل تام في القطاع.

خسائر فادحة يتكبدها السكان

وعام 2018، اتفقت حماس وإسرائيل على هدنة طويلة الأمد كان الهدف منها بسط الاستقرار في قطاع غزة الذي يعاني من الفقر والبطالة، وذلك بعد جهود وساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة.

ومع أن حماس تورطت في سلسلة من الأعمال العدائية مع إسرائيل في العام 2021، إلا أنها لم تتدخل في اشتباكات أيار/مايو 2023 بين إسرائيل والجهاد الإسلامي الذي يشكل الفصيل الإسلامي المسلح الرئيس الآخر في غزة.

واستغل منافسو حماس موقفها هذا، متهمين إياها بالسعي وراء مصالحها الخاصة من وراء التزامها بهدنة مع إسرائيل مقابل تخفيف الحصار الاقتصادي ومسائل أخرى.

وذكر جياكامان أن عجز حماس في مواجهتها الأحوال المعيشية المتدهورة في غزة يشكل أحد أسباب شنها هجومها الوحشي في إسرائيل يوم السبت، 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 1200 مدني وجندي وأجنبي واتخاذ عشرات آخرين كرهائن.

وتابع "باتت الحياة في غزة لا تطاق. هناك نقص في المياه والكهرباء، ونسبة البطالة عالية جدا".

وأدى توقيت العملية التي أطلقت حماس عليها اسم "طوفان الأقصى"، إلى أعمال انتقامية ضد غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص، غالبيتهم من المدنيين، بحسب ما ذكر مسؤولون في مجال الصحة.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 340 ألف شخص هربوا من منازلهم في القطاع، علما أن أكثر من 2500 منزل دمر أو بات غير صالح للسكن.

وحذرت وزارة الصحة في غزة من أن نقص المستلزمات الطبية والأدوية سيؤدي إلى "وضع كارثي" في القطاع.

وذكرت هيئة الكهرباء في غزة أن محطة الكهرباء الوحيدة في غزة توقفت عن العمل يوم الأربعاء بعد نفاد الوقود.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن "كل عنصر من حماس سيقتل"، مضيفا أن إسرائيل "ستقوم بسحق وتدمير" الحركة.

وبدورها، ذكرت مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة بحثية مقرها بروكسل، "من غير المعقول ألا تتوقع [حماس] ردا إسرائيليا كبيرا قد يحدث المزيد من التدمير بغزة ويلحق خسائر فادحة بالسكان الذين يعانون منذ فترة طويلة، وربما يعني نهاية سيطرة حماس في القطاع".

يُذكر أن إسرائيل تعمل على حشد القوات بالقرب من غزة قبيل هجوم بري مرتقب على القطاع.