دبلوماسية

الدول العربية تواجه صعوبة في توازن مواقفها من الصراع بين إسرائيل وحماس

ينظر إلى المواجهة الدموية بين إسرائيل وحماس في المنطقة على أنها دافع للسعي إلى التطبيع والسلام الدائم.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم 7 حزيران/يونيو. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم 7 حزيران/يونيو. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- وضعت التطورات الأخيرة في إسرائيل وقطاع غزة دول الخليج التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في موقف صعب، إذ يتعين عليها مجاراة الرأي العام المؤيد للفلسطينيين وبنفس الوقت دعم شريكها الجديد إسرائيل.

وفي الوقت الذي يتوقع المحللون ردا طويلا وعنيفا من جانب إسرائيل في غزة، من المتوقع أن تتفاقم صعوبة الموقف الذي تواجهه تلك الدول.

لكن العديد من المراقبين يقولون إن اتفاقيات التطبيع ضرورية لإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط، وأيضا كدرع ضد التهديدات الإيرانية.

في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على جنوبي إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الإمارات العربية المتحدة اختطاف الرهائن الإسرائيليين في تعارض مع موقف اللاعبين الإقليميين الآخرين، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت الدولة الغنية بالنفط أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وأعقبتها البحرين.

وكانت الولايات المتحدة تعمل أيضا في الأشهر الأخيرة على التوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل. لكن هذه المحادثات تم تعليقها الآن في ضوء الصراع، حسبما أفاد مصدر مطلع على المناقشات لوكالة الصحافة الفرنسية يوم السبت، 14 تشرين الأول/أكتوبر.

وقال الكاتب السياسي محمد سلام إن اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبح تطبيع العلاقات بين دول منطقة الهلال الخصيب، وهي المنطقة التي تغطي جنوبي العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل ومصر وأجزاء من تركيا وإيران، "أمرا حيويا لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة".

وأضاف في حديث للفاصل أن المنطقة "تعيش حالة حرب وعداء منذ أكثر من 170 عاما".

’السلام الدائم مصلحة للجميع‘

وقال الكاتب الاقتصادي أنطوان فرح للفاصل، إن ما يحدث في غزة "يؤخر استكمال عملية التطبيع بالمنطقة، ولكن لا يجب أن يوقفها".

وأضاف "يجب أن تتقدم عملية التطبيع، وقد تكون مأساة هذه الحرب دافعا لتوفير فرص سلام شامل بالمنطقة يصب بمصلحة كل الشعوب".

وقال فرح إنه من المتوقع أن تواجه الدول العربية التي طبّعت مأزقا بسبب "بشاعة الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل".

وأضاف "من الطبيعي أن هذا الأمر يحرج الأنظمة العربية، لكن الحرب ستتوقف، وحين يصمت المدفع، سيكون هناك مفاوضات للعودة للأمور الطبيعية، لأن الجميع يدرك أن السلام الدائم من مصلحة جميع الشعوب".

وأكد أن "مواجهة جهات إرهابية لا مصلحة لها بالسلام أمر مطلوب"، مشيرا إلى أن السلام الدائم يقوم على أساس إعطاء كل الشعوب حقوقها.

وتابع أنه "إذا تحقق السلام الشامل، ستشهد المنطقة نهضة اقتصادية كبيرة، وسيرتفع حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية بشكل كبير".

وقال ياسر المهنا، الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة القصيم في السعودية، إن الظروف غير المستقرة تنفر المستثمرين وتبعد رؤوس الأموال.

وأضاف للفاصل أن "السلام والحرب مرتبطان ارتباطا مباشرا بالعملية الاقتصادية".

وأوضح أن "منطقة الشرق الأوسط قد تضررت كثيرا بسبب الانهيارات الأمنية والمعارك التي تجري كل فترة في غزة أو لبنان أو سوريا، وكون إسرائيل الرابط المشترك بالعملية السلمية، فإنه من الأفضل للدول العربية الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة لإتاحة التهدئة بأسرع وقت ممكن".

وأردف مهنا أن "المنطقة العربية تشهد نهضة استثمارية واقتصادية ضخمة، فالدول الغنية بالنفط كالإمارات والسعودية بدأت بتنويع مصادر الدخل، ومصر تقوم بإعداد بنية تحتية حديثة لجذب الاستثمارات".

وأشار إلى أن إمكانية التنقيب عن الغاز في المنطقة لديها أيضا القدرة على إحداث طفرة مالية، حتى بالنسبة للدول الصغيرة مثل لبنان المثقل بالديون.

’يجب العمل على وقف الحرب‘

قال النائب السابق ورئيس لقاء سيدة الجبل، فارس سعيد، إن "حماس نفذت عملية مدروسة، فردت عليها إسرائيل. الدم يجر الدم. وبالتالي، لا يمكن إنهاء تصفية الحسابات بجولة طويلة من الحرب، بل العمل جميعاً لوقفها".

وأضاف أن "المرجعيات العربية بمقدمها السعودية، مدعوة للقيام بتسوية سياسية تقوم على مبادرة بيروت للسلام".

ونصت مبادرة بيروت للسلام، التي انبثقت عن القمة العربية التي عقدت بيروت في آذار/مارس 2002، على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد سعيد إنه "لا بديل عن السلام بين كل دول المنطقة"، داعيا الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن وفلسطين ومجلس التعاون الخليجي إلى "التعاون مع الولايات المتحدة وتحويل العنف إلى سلام".

من جانبه، قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي عبد الله العامري للفاصل، إن الدعوة إلى الهدوء واعتماد الخطاب المعتدل سيبقي الباب مفتوحا لمواصلة عملية السلام في مرحلة لاحقة.

وأضاف أنه ليس أمام منطقة الشرق الأوسط خيار سوى التوصل إلى حل سلمي للصراع يرضي جميع الأطراف.

وشدد على أنه "من غير المنطقي ومن غير الطبيعي أن تظل كالبركان الذي ينفجر كل فترة ويحصد معه الأرواح".

وحذر العامري من تمدد الصراع إلى دول أخرى بينها سوريا ولبنان، والتسبب في توترات في دول مثل مصر والإمارات والسعودية.

ولفت إلى أن هذه الدول تبذل جهودا دبلوماسية كبيرة لتهدئة الأوضاع، وأن "أية هزات أمنية وسياسية تعيد هذه الجهود سنوات إلى الوراء".

وفي السياق نفسه، قال المحلل الكويتي بدر السيف لوكالة الصحافة الفرنسية "حان الوقت اليوم لكي تستخدم الدول المُطبّعة كل ما لديها من رأس مال مع إسرائيل للتأثير بشكل إيجابي على سياستها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

ما يسمى بدوله إسرائيل كيان توسعي سلطوي يفرض سياسته وامنه واقتتصاده على الدول.. وغدا يكون حاكم فعلي لجميع الدول العربيه.. لا خلاص الا ان ينتهي الاحتلال الإسرائيلي.. وتشكل اتحاد الدول العربية
عندها لا يكون تأثير سلبي لإيران على العرب بالعكس تطلب دو العرب.. وبكون لها دور دولي.