إرهاب

اهتمام ضئيل في المنطقة بالخطاب الثاني لأمين عام حزب الله

خسر حسن نصر الله الكثير من المصداقية في الخطاب الذي ألقاه يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر مع تبيان مدى خضوعه لإيران، ما ترك المنطقة غير مبالية بأي خطاب لاحق سيلقيه بهدف إنقاذ ماء الوجه.

أنصار حزب الله اللبناني يستمعون إلى خطاب متلفز لأمين عام الحزب حسن نصر الله في ضاحية بيروت بيروت يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]
أنصار حزب الله اللبناني يستمعون إلى خطاب متلفز لأمين عام الحزب حسن نصر الله في ضاحية بيروت بيروت يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- من المقرر أن يلقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله خطابا ثانيا يوم السبت، 11 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أقل من أسبوع على كسره حاجز الصمت بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في خطاب أشاد فيه بالحركة لكنه في الوقت عينه نأى بنفسه عنها.

لكن على عكس خطابه الأول الذي كان الكثيرون ينتظرونه بترقب في لبنان والمنطقة وخارجها وسط مخاوف من توسع الصراع، لا يتوقع أن يجتذب خطابه الجديد الكثير من المستمعين، حسبما قال محللون للفاصل.

وفي هذا الإطار، رأى مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب أنه "لن يكون هناك مستمعون كثر لخطابه الجديد"، مشيرا إلى أن نصر الله "خسر الكثير من المصداقية" بعد خطابه السابق.

وكان توقيت خطاب نصر الله في 3 تشرين الثاني/نوفمبر يهدف لتحقيق أقصى تأثير، إذ ألقاه بعد نحو شهر من الصمت الاستراتيجي ومع تزايد التكهنات حول مضمونه.

إلا أن الخطاب جاء مخيبا للآمال، حسبما تابع قطب، "لاعترافه بشكل صريح أن 'محوره' لم يكن يعلم بعملية ’طوفان الأقصى‘"، وهو الإسم الذي أعطته حماس لهجومها الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي ذلك اليوم، هاجمت الحركة الإرهابية التي تدعمها إيران إسرائيل برا وجوا وبحرا انطلاقا من غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، واحتجاز أكثر من 200 رهينة، وأدى إلى اندلاع الحرب المتستمرة حتى الآن مع إسرائيل.

فنصر الله، الذي نصب نفسه زعيما لما يسمى محور المقاومة ، نأى بحزبه عن الهجوم الذي زعم أن حماس نفذته بسرية مطلقة بدون معرفة حلفائها.

وذكر قطب أن خطاب زعيم حزب الله كان طويلا وغير متماسك "ولم يتضمن أي موقف قد تهتز له المنطقة، أو قرار يتناسب مع حجم التضخيم الإعلامي الذي سبقه."

وأكد أن كلام نصر الله الأخير" يناقض بقوة خطاباته السابقة المركزة على وحدة الساحات ("محور المقاومة")، بإعلانه أن قرار المواجهة كان فلسطينيا حصرا".

وأشار قطب إلى أن كلام نصر الله يقوض تأكيده "أنه سيد موقفه"، ويكشف أن دور نصر الله تمليه أولويات النظام الإيراني.

وعلق أن "نصر الله اكتفى بإطلاق تصريحات لحفظ ماء الوجه".

وأوضح أن "هذا الأمر يؤكد أنه وحزبه الميليشياوي أداة طيعة بيد إيران التي تخشى الآن توريط حزب الله بأي حرب داخلية أو إقليمية عبر حدود لبنان الجنوبية."

نصر الله يخدم أجندة إيران

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي نجم الهاشم للفاصل إن "نصر الله يعمل لمصلحة إيران، وينفذ أجندتها في المنطقة".

وأضاف أن نصر الله سبق وأعلن لسنوات طويلة أنه "جندي في الحرس الثوري الإيراني" وأنه يؤمن بعقيدة ولاية الفقيه التي تنادي بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.

وتابع "من هذا المنطلق، يمكن القول إن كل ما أعلنه ويعلنه نصر الله، يبقى رهنا بمدى خدمة مواقفه لإيران".

وأوضح أن النظام الإيراني "هو وحده يقرر ما إذا كلامه يخدم مصلحته فيسير به، ويسقط أو يجمد ما لا يخدم مصلحته من مواقفه".

ولفت إلى أن أمين عام حزب الله "لا ينتظر تطورات غزة ليقرر ما إذا سيدخل الحرب أم لا، بل ينتظر ما تقرره إيران".

وختم الهاشم أن "عدم تنفيذ نصر الله تهديداته، أقله حتى اليوم، يعتبر تناقضا في كلامه، ودليل عجز على عدم قدرته على تنفيذها".

وأوضح أن يفسر ذلك هو كون نصر الله وحزبه، كما سبق وقال هو نفسه في مناسبات سابقة، "جنود في ولاية الفقيه وإيران".

'في يد إيران وحدها'

من جهته، شدد الكاتب السياسي سيمون أبو فاضل في حديثه للفاصل على أن نصر الله قبل كل شيء "مجرم يقتل شعبه والمدنيين الأبرياء، ويغسل يده من قتلهم".

وأضاف أن الشعارات التي كررها طيلة سنوات "هي مجرد كلام فضفاض" يهدف لتعبئة بيئته "ومرتبط بمصالح إيران".

واعتبر أن كلامه السابق "رهن بإيران ومدى جديتها بدعم حماس عبر حزب الله".

وتابع أن كلامه عن "وحدة الساحات" فارغ إلى حد كبير، مثلما اتضح من خطابه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي زعم فيه أن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الإرهابي "كان مقتصرا على حماس فقط ودون أي تنسيق مع نصر الله".

واختتم أبو فاضل بقوله إن زعيم حزب الله "ردد دوما أنه قائد 'محور الممانعة'، وتبين أن محور الممانعة خارج عن سيطرته وهو بيد إيران وحدها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *