سياسة

مسؤول إماراتي: لعدم وقف جهود خفض التصعيد الإقليمية في الحرب بين إسرائيل وحماس

أكد مستشار الرئيس الإماراتي على ضرورة تمسك الدول باستراتيجية إصلاح العلاقات فيما بينها، رغم تداعيات الحرب في المنطقة.

صورة التقطت في 14 أيلول/سبتمبر 2021 تظهر لوحة إعلانية تابعة لسفارة الإمارات تشير إلى مناسبة توقيع اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وذلك على الطريق السريع في مدينة تل أبيب الساحلية الإسرائيلية. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في 14 أيلول/سبتمبر 2021 تظهر لوحة إعلانية تابعة لسفارة الإمارات تشير إلى مناسبة توقيع اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وذلك على الطريق السريع في مدينة تل أبيب الساحلية الإسرائيلية. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

دبي – قال مسؤول كبير في الإمارات في 4 تشرين الثاني/نوفمبر إن على قوى الشرق الأوسط مواصلة مساعيها لخفض التصعيد في المنطقة من خلال العلاقات التجارية والاقتصادية على الرغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

ويأتي التصعيد المفاجئ في غزة بعد الهجوم الإرهابي المميت الذي شنته حركة حماس، في أعقاب فترة من جهود إصلاح العلاقات في المنطقة ومن بينها تلك التي بذلتها الإمارات وجارتها السعودية التي تعد مثلها من عمالقة النفط.

ووفقا لمستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، على الدول الحفاظ على هذه الاستراتيجية رغم التداعيات التي تتركها الحرب في مختلف أنحاء المنطقة.

وقال قرقاش في مؤتمر السياسات العالمية في أبو ظبي "تحاول الجهات الفاعلة الوطنية بشكل أساسي استخدام الاقتصاد كوسيلة لتهدئة التوتر".

وتابع "أعتقد أنه لا يوجد سبب يدفعنا أيضا إلى الابتعاد عن مسار العمل هذا".

وقال قرقاش إن الحرب أظهرت أنه ما يزال يتعين على الإمارات وغيرها "العمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي".

وأضاف "لكنني أعتقد أن الرسالة الأخرى مفادها أيضا أن الخطط الوطنية يجب أن تمضي قدما. ولا أعتقد أنها يجب أن تتوقف مؤقتا، لأنه ستكون هناك دائما قضية إقليمية كبرى ستفاجئنا".

ضرورة المضي قدما

هذا وخرقت الإمارات والبحرين إلى جانب المغرب والسودان، الإجماع العربي القائم منذ فترة طويلة فطبعت العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وتعد الإمارات أول دولة خليجية أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وكانت السعودية تجري محادثات حول تطبيع محتمل مع إسرائيل قبل اندلاع الحرب الحالية.

ووضعت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس دول الخليج التي طبعت العلاقات مع إسرائيل في موقف صعب، إذ تقارن بين دعم إسرائيل والرأي العام المؤيد للفلسطينيين.

ولكن يعتبر كثيرون أن اتفاقيات التطبيع تشكل ضرورة لإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط وتشكيل درع ضد التهديدات الإيرانية.

وفي هذا السياق، قال فراس مقصد كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط لموقع المونيتور إن "السعودية لا تزال مهتمة باستكشاف اتفاق أوسع مع الولايات المتحدة كجزء من إمكانية تطبيع العلاقة مع إسرائيل والتي تتضمن ترتيبات أمنية وضمانات من الولايات المتحدة تجاه السعودية".

وتابع "ربما تم تأجيل ذلك حاليا ولكنه لم يتوقف تماما".

وبالنسبة لدول الخليج الغنية، فإن المسعى الدبلوماسي والتجاري هو جزء من خطط لتقليل اعتماد اقتصاداتها على النفط قبل الانخفاض المتوقع في الطلب مع تحول العالم إلى أنواع الوقود الأخرى.

السعي إلى التوازن

هذا واندلعت الحرب المستمرة عندما عبر إرهابيو حماس من غزة إلى جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص معظمهم من المدنيين واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

وقال قرقاش "كثير من الذين يطالبون بوقف هذه القضايا والبرامج الوطنية بسبب الأزمة الهائلة التي نشهدها وأبعادها المختلفة، أعتقد أن نصيحتهم هذه ليست صائبة".

وأضاف "لكن يأتي كثيرون أيضا ويقولون فلنمض قدما في مشاريعنا الإقليمية والوطنية والخطط الوطنية للاستثمار والاقتصاد وتنشيط اقتصاداتنا".

وتابع "أعتقد أنه من المهم إيجاد توازن بين التطلع إلى ما يمكن أن أسميه المستقبل والتعامل في الوقت نفسه مع شياطين المنطقة، كما مع شياطين الماضي".

ومن جانبه، قال الكاتب الاقتصادي أنطوان فرح لموقع الفاصل إن ما يحدث في غزة "يؤخر عملية التطبيع في المنطقة لكن لا يجب أن يوقفها".

وأكد أن "عملية التطبيع يجب أن تمضي قدما وقد تكون مأساة هذه الحرب حافزا لتوفير فرص لسلام شامل في المنطقة يصب في مصلحة جميع الشعوب".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *