أمن

عمليات مكافحة الإرهاب تقضي على قيادة تنظيم داعش المتطرف

أدت عمليات دقيقة نفذت على مدار عام إلى تفكيك تنظيم داعش وقتل قادته أو اعتقالهم.

عنصران من قوات النخبة العراقية يقتادان مشتبها به من أحد المخابئ بمحافظة كركوك. [جهاز مكافحة الإرهاب، 13 كانون الثاني/يناير]
عنصران من قوات النخبة العراقية يقتادان مشتبها به من أحد المخابئ بمحافظة كركوك. [جهاز مكافحة الإرهاب، 13 كانون الثاني/يناير]

أنس البار |

يتهاوى الهيكل القيادي الذي كان مهيبا في الماضي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) جراء الضغط المتواصل الممارس عليه من قوات جهاز مكافحة الإرهاب وشركائه بالتحالف الدولي.

وعلى مدار العام الماضي، أدت عمليات متتالية إلى القضاء على كبار قادة التنظيم واستنزاف موارده وتقييد قدرته على بسط نفوذه.

وصرح محللون لموقع الفاصل أن كل انتكاسة تمهد الطريق لمزيد من النجاح في مكافحة الإرهاب وتعجل بسقوط المتطرفين.

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري صفاء الأعسم إن تراكم خبرة سنوات طويلة من القتال والتدريب قد جعل من جهاز مكافحة الإرهاب قوة نخبة ذات "مقدرة عالية على مجابهة الإرهابيين".

وأضاف أن هذا الجهاز "يضطلع اليوم بقيادة وإدارة العمليات الأمنية الاستثنائية ضد داعش بقدر كبير من الحرفية والمهنية".

داعش في حالة انهيار

هذا وأدت العمليات التي نفذت بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب في العراق إلى تفكيك شبكات في مختلف أنحاء البلاد.

وقتل ما لا يقل عن 17 عنصرا من تنظيم داعش خلال العام الجاري فيما اعتقل 35 غيرهم.

ومن بين المعتقلين سلمان خضير سليمان داود وهو متطرف مخضرم كان مرتبطا بتنظيم القاعدة في السابق.

وتم اعتقاله في آب/أغسطس خلال عملية جوية في منطقة سرهيد المطر بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، بدعم فني من مستشاري التحالف.

وذكر الأعسم أن "الانتصارات الباهرة ترغم داعش على الانحسار".

وأشار إلى تراجع قدرة المتطرفين على الصمود أمام الضغط العسكري، وذلك رغم محاولاتهم الاختباء في الكهوف أو استغلال التضاريس الوعرة في العراق.

وقبل عام شنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب هجوما على وكر في صحراء الأنبار، ما أسفر عن مقتل 14 من كبار عناصر داعش وكان العديد منهم يرتدون أحزمة ناسفة.

وكان بينهم 4 قياديين كبار منهم أحمد حامد حسين عبد الجليل العيثاوي المسؤول عن جميع عمليات داعش في العراق، وأبو حمام الذي كان يشرف على العمليات في غرب العراق.

ومنذ ذلك الحين، تكبد التنظيم سلسلة متواصلة من الخسائر.

القضاء على القادة

هذا وقُتل القادة الرئيسيون في غارات دقيقة عبر العراق وسوريا.

ففي آذار/مارس، قضت قوات جهاز مكافحة الإرهاب في غارة بصحراء الأنبار على أبو خديجة (واسمه عبد الله الرفيعي) وهو الرجل الثاني بالتنظيم و"والي" العراق وسوريا.

وفي تموز/يوليو، أكدت القيادة المركزية الأميركية مقتل القيادي البارز بتنظيم داعش ضياء الحرداني ونجليه البالغين في غارة جوية بمحافظة حلب السورية.

ووصفهم الجيش الأميركي بأنهم يشكلون تهديدا لقوات التحالف والحكومة السورية الجديدة على حد سواء.

وقال قائد القيادة المركزية آنذاك الجنرال مايكل كوريلا في بيان صدر في 25 تموز/يوليو "سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة أينما كانوا".

وأوضح أن "إرهابيي داعش ليسوا آمنين في أماكن نومهم أو عملهم أو حيث يختبئون".

وفي سوريا، وجهت العمليات المدعومة من التحالف ضربات قوية أيضا.

وأسفرت الشهر الماضي غارة أميركية في أطمة بمحافظة إدلب عن مقتل مسؤول بارز في داعش كان يعتبر مرشحا لقيادة التنظيم في سوريا، حسبما أوردت وكالة رويترز.

وقال شهود عيان إن مروحيات ومسيرات وفرت غطاء جويا بينما كانت القوات الخاصة تحاصر المكان.

وذكر المحللون أن كل عملية لا تقضي فقط على تهديدات فورية بل تقوض أيضا قدرة داعش على تنظيم وتمويل وإلهام عمليات مستقبلية.

وأضافوا أن أهمية التنظيم في المنطقة تتضاءل بشكل ثابت مع سقوط قادته الواحد تلو الآخر.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *