إرهاب

التعاون العسكري العراقي-الأميركي لا يزال حيويا في الحرب ضد فلول داعش

تواصل القوات العراقية استهداف فلول داعش في عمليات لما كانت ممكنة لولا ما أمنه التحالف الدولي من تغطية رادارية ودعم.

جنود عراقيون يلاحقون فلول داعش في المناطق الزراعية بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين في كانون الثاني/يناير. [خلية الإعلام الأمني العراقي]
جنود عراقيون يلاحقون فلول داعش في المناطق الزراعية بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين في كانون الثاني/يناير. [خلية الإعلام الأمني العراقي]

أنس البار |

مع مواصلة القوات العراقية ملاحقة فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مناطق مختلفة من البلاد، شدد خبراء على أهمية الحفاظ على الدعم العسكري الأميركي إلى حين القضاء على التهديد الذي يمثله التنظيم المتشدد.

وأشاروا إلى الإنجازات الأمنية الأخيرة ضد فلول داعش في العراق، ما يعكس تطور القدرات العسكرية العراقية بمساعدة التحالف الدولي لإلحاق الهزيمة بداعش والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

وقد ساعد التحالف الدولي الذي يعرف أيضا باسم عملية العزم الصلب، العراق على طرد تنظيم داعش من البلدات والمدن التي سيطر عليها بين عامي 2014 و2017.

ومنذ عام 2018، تحول تركيز الشراكة بين العراق والتحالف من العمل القتالي إلى جهود شاملة أكثر لطرد فلول داعش وبناء الاستقرار والتعاون الاستخباراتي واللوجستي.

جنديان من وحدات النخبة العراقية يعتقلان عنصرا من داعش خلال عملية أمنية في محافظتي ديالى وكركوك يوم 5 شباط/فبراير. [جهاز مكافحة الإرهاب العراقي]
جنديان من وحدات النخبة العراقية يعتقلان عنصرا من داعش خلال عملية أمنية في محافظتي ديالى وكركوك يوم 5 شباط/فبراير. [جهاز مكافحة الإرهاب العراقي]

إلى هذا، يقدم عناصر عملية العزم الصلب المشورة والتدريب لعناصر الأمن العراقيين ويزودونهم بالتقنيات اللازمة لرفع مستوى مهاراتهم من أجل ملاحقة المتطرفين وحماية حدود البلاد.

وقال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي في حديث للفاصل إن الحرب ضد الجماعات الإرهابية "لا تعتمد كثيرا على القوة البشرية بقدر اعتمادها أساسا على التكنولوجيا".

وذكر أن هناك حاجة ملحة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة ودول التحالف الأخرى لامتلاكها "التقنيات الضرورية لإنجاح أي هجوم أو ضربات جوية".

وأضاف أن القوات الأميركية توفر تغطية رادارية للطلعات الجوية العراقية عندما تضرب مخابئ الإرهابيين، كما أنها تقدم الدعم الراداري لمهام المراقبة الجوية والاستطلاع.

وأشار إلى أن هذه المهام تشكل "مصدرا لا غنى عنه على المستوى الاستخباري في مراقبة نشاط العدو" ومنع الهجمات ضد القوات العراقية.

وتابع أنه في غياب دعم التحالف أو في حال تقليص عديده، لن يكون من الممكن تتبع تحركات عناصر داعش بدقة أو التأكد من مستوى جهوزيتهم لا سيما في ظل صعوبة التضاريس الجغرافية.

وقال الشريفي إن المحادثات المتواصلة بين العراق والولايات المتحدة تهدف إلى "تطبيع" العلاقة الأمنية بين الجانبين على المدى الطويل، استنادا إلى اتفاقيات الإطار الاستراتيجي المبرمة سابقا.

يُذكر أن جولة ثانية من المحادثات المفتوحة بين المسؤولين العسكريين العراقيين والأميركيين عقدت في 11 شباط/فبراير لرسم مسار التعاون العسكري الثنائي والعمليات ضد فلول داعش. وقد انطلقت الجولة الأولى في 27 كانون الثاني/يناير.

ويتواصل العراق أيضا في هذه المحادثات مع أعضاء آخرين في التحالف.

وفي هذا السياق، قال اللواء يحيى رسول الناطق العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي في بيان نشر على موقع إكس إن رحيل القوات الأميركية من العراق سيأخذ في الاعتبار الوضع الأمني على الأرض وقدرات القوات المسلحة العراقية.

وأضاف أن الاجتماعات المستأنفة ستستمر في رسم الطريق نحو علاقة ثنائية جديدة "طالما لا يعكر صفو المحادثات شيء".

ملاحقة فلول داعش

وفي غضون ذلك، واصلت القوات العراقية ملاحقة فلول داعش وأسفرت غارة شنتها القوات الجوية في 5 شباط/فبراير عن مقتل 5 عناصر من التنظيم وتدمير مخبأهم في منطقة حاوي العظيم بمحافظة ديالى.

وشكلت المنطقة الواقعة على الحدود بين صلاح الدين وكركوك حيث كان يتواجد المخبأ، ملاذا لداعش نظرا لتضاريسها الصعبة وكثافة أشجارها.

وهي أيضا بمثابة ممر بين عدة بلدات ومدن، أبرزها سامراء.

ومن جهته، قال مدير خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي إن الضربة جاءت ضمن عملية أوسع بدأت في 21 كانون الثاني/يناير "لدك الأوكار السرية للإرهابيين في المناطق الفاصلة بين ديالى وكركوك وصلاح الدين".

وتشارك في العملية وحدات من الجيش وقوات النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب، إلى جانب عدد من الأجهزة الأمنية مع غطاء جوي من القوة الجوية العراقية.

وسبقت ضربة 5 شباط/فبراير غارات على فلول داعش في العظيم وتلال حمرين ضمن قطاع عمليات ديالى، وفي وادي الشاي والأراضي الزراعية الممتدة من جنوبي وغربي كركوك حتى صلاح الدين.

وكشف الخفاجي عن مقتل عناصر متطرفين "عتاة" خلال الضربات وتدمير مضافات ومخابئ أسلحة كانوا يستخدمونها.

عمليات ناجحة

وفي 7 كانون الثاني/يناير، دمرت الطائرات العراقية 3 مضافات في ديالى وقتلت 5 عناصر من داعش لهم تاريخ طويل من النشاط الإجرامي، بينهم آمر قاطع الوقف في داعش مجيد معيوف الدليمي.

وأكد الخفاجي أن "أي ضربة أو عملية (أمنية) يسبقها جهد كبير لجمع ومقاربة المعلومات بين جهاز المخابرات ووكالات الأمن والاستخبارات".

وأضاف أنه يتم تحليل البيانات والصور وإصدار الأوامر لطائرات الجيش بضرب الأهداف المحددة، مشيرا إلى نجاح الغارات الناتج عن ذلك.

وفي إطار هذه العمليات المستمرة، اعتقلت وحدات النخبة في ديالى وكركوك يوم 5 شباط/فبراير 3 عناصر من فلول داعش.

ودمرت كذلك مستودعات التنظيم التي كانت تحتوي على كميات من الأسلحة والصواريخ والعبوات الناسفة وكانت تشكل خطرا على سكان تلك المناطق.

وتنفذ هذه العمليات بالتزامن مع مهمات أمنية شبه يومية ينفذها عناصر من الشرطة والمخابرات والأمن الوطني وأدت منذ بداية العام إلى اعتقال العشرات من عناصر التنظيم.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *