إرهاب

متطرفون خاب أملهم يقلبون الطاولة بعد اكتشاف أنه تمت التضحية بهم

بعد أن أدركوا أن تنظيم داعش استخدمهم وتخلى عنهم، شارك المقاتلون السابقون معلومات استخبارية قيّمة مع السلطات.

قوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) تنفذ في 26 آب/أغسطس 2022 عملية أمنية في مخيم الهول بسوريا، حيث يتم احتجاز مقاتلي داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) تنفذ في 26 آب/أغسطس 2022 عملية أمنية في مخيم الهول بسوريا، حيث يتم احتجاز مقاتلي داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

نور الدين عمر |

ينشق المقاتلون المحتجزون عن صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بعد اكتشاف أنه يتم استخدامهم كأدوات يمكن التضحية بها وليس كجنود محترمين كما كانوا يعتقدون.

وبعد إدراك ذلك، بات العديد من مجندي داعش السابقين، ومن بينهم عبدالحميد المديوم، يتعاونون مع أجهزة المخابرات لكشف أساليب التجنيد الخاصة بالتنظيم وشبكاته العالمية.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري منصور الشهري لموقع الفاصل إنه رغم نشأته الإسلامية المعتدلة، وقع المديوم ضحية "الفتاوى المحرفة والبروباغندا التي كان يقوم بها تنظيم داعش".

وبعد انتقاله إلى سوريا والعراق وإصابته بالعديد من الجروح أثناء القتال وخسارته زوجته، سلّم المديوم نفسه لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) مع طفليه ليتم بعدها ترحيله إلى الولايات المتحدة للمحاكمة.

وقال الشهري إن الفترة التي أمضاها بالسجن كانت مغيرة، فسمحت له "بالعودة إلى رشده".

ومن خلال تعاونه، حصلت أجهزة المخابرات على معلومات استخبارية قيّمة من شأنها أن تساعدها في إعداد تدابير لمكافحة الفكر الإرهابي ومطاردة ما تبقى من عناصر داعش.

وأوضح الشهري أن خيبة الأمل سائدة بين عشرات عناصر داعش المعتقلين، إذ بدأوا يدركون أن حياتهم "لا تعني شيئا على الإطلاق" للتنظيم الذي جندهم مع وعود ذات غرض ديني.

وتابع أن العديد منهم خسر زوجاتهم وأطفالهم خلال المعارك في العراق وسوريا، فوجدوا أنفسهم متروكين في سجون ومعسكرات عندما سقط التنظيم.

صحوة

وقال الشهري إنه بعد اعتقالهم واحتجازهم، بدأ الكثير من عناصر داعش يدركون التناقض الصارخ بين الطريقة التي تخلت عنهم فيها "الدولة الإسلامية" المزعومة والتعامل الإنساني الذي لاقوه من السلطات التي اعتقلتهم.

وأضاف أن هذه الصحوة تقدم "دافعا محفزا للاعتراف بالأخطاء والجرائم التي قام بها وعدم صوابية انجراره وراء الأفكار الإرهابية".

ومن جهته، ذكر فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز خلال حديثه للفاصل أنه يعتقد أن تعاون المديوم ناتج عن اقتناع حقيقي أكثر مما هو رغبة بتخفيف حكمه.

وأشار إلى أن قرار المديوم بتسليم نفسه بعد فترة قصيرة من مقتل زوجته لحماية أطفاله يؤشر إلى تحول جوهري في الأولويات.

وأوضح أن العودة إلى الرشد عند عناصر التنظيم الذين تعرضوا لغسل الدماغ تتطلب "صدمة كبيرة وسببا مقنعا".

وأكد أن عليهم أن يدركون تماما أن التنظيم الذي التحقوا به "سيستغني عنهم بأي وقت وأن حياتهم وحياة عائلتهم لا قيمة لها على الإطلاق لدى أمراء التنظيم وقادته".

وقال إن المقاتلين السابقين يملكون معرفة عميقة بأساليب غسل الدماغ والتجنيد لدى داعش، ما يجعلهم مؤهلين بصورة خاصة لفضح الطبيعة الحقيقية للتنظيم في السجون ومراكز إعادة التأهيل.

وتابع أن رؤاهم أثبتت أنها "هامة وضرورية".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *