أمن

انهيار البنية التحتية الإرهابية للنظام الإيراني في جنوب سوريا

كشفت مداهمات عسكرية جرت مؤخرا عن محاولات الحرس الثوري الإيراني اليائسة لمواصلة العمليات بالوكالة بالقرب من مرتفعات الجولان.

مخبأ أسلحة ضبطه جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب سوريا. [منصة إكس/أفيخاي أدرعي، 24 آب/أغسطس]
مخبأ أسلحة ضبطه جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب سوريا. [منصة إكس/أفيخاي أدرعي، 24 آب/أغسطس]

سماح عبد الفتاح |

تم اعتقال أربعة عناصر إيرانيين مشتبه بهم في جنوب سوريا، ما شكّل ما وصفها محللون بأنها ضربة جديدة لشبكة أذرع طهران .

وأسفرت المداهمات التي جرت بتاريخ 2 تموز/يوليو في قريتي أم اللوقس وعين البصلي عن ضبط مستودعات أسلحة والكشف عن استراتيجية إيران الأوسع.

وفي هذا السياق، قال شيار تركو الخبير المختص بشؤون الحرس الثوري الإيراني لموقع الفاصل إن "إيران وخلال العقود الماضية قامت بتجنيد المئات من العناصر الإجرامية المحلية لتكون أدوات آنية ومستقبلية لتحركها".

وتشير تقييمات استخبارية إلى أن المعتقلين كانوا على صلة بالفرع 4000 التابع لجهاز استخبارات الحرس الثوري أو الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري.

ذخائر صادرها الجيش الإسرائيلي جنوبي سوريا. [منصة إكس/أفيخاي أدرعي، 24 آب/أغسطس]
ذخائر صادرها الجيش الإسرائيلي جنوبي سوريا. [منصة إكس/أفيخاي أدرعي، 24 آب/أغسطس]

وبحسب مركز ألما للبحوث والتعليم، قامت الوحدة 840 سابقا برزع متفجرات على طول الحدود الإسرائيلية-السورية في آب/أغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وأوضح تركو أن طهران تعمدت وضع هذه الخلايا على طول الحدود السورية، مستخدمة قربها هذا لإشعال الصراعات المتواصلة وضمان استفادة إيران من انعدام الاستقرار الإقليمي.

تلاشي القبضة الإيرانية

وتدل الاعتقالات على الضغط المتصاعد الممارس على عمليات وشبكة التخريب الإيرانية في سوريا عقب سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

وبحسب تركو، لم يقطع الحرس الثوري يوما صلته بخلاياه في جنوب سوريا.

وفي ظل سعي النظام الإيراني لكسب نفوذ عقب نكساته في ساحة المعركة، فقد عمل على إعادة تنشيط خلايا نائمة.

وقال تركو إن "ما تبقى من خلايا أصبحوا أوراقا تتلاعب بها إيران خدمة لمصالحها الاستراتيجية والسياسية".

ويعكس ذلك تلاعبا أوسع من جانب الحرس الثوري عبر المنطقة.

وأضاف "ليس من المستغرب أن تلجأ إيران إلى خلاياها في سوريا لتنفيذ عمليات لضرب الاستقرار الذي حصل في المنطقة".

وأشار إلى أن "هذه الطريقة التقليدية المتبعة من قبل الحرس الثوري الذي يعتمد بالدرجة الأولى على زعزعة الاستقرار في بعض البلدان مثل لبنان و سوريا حيث يتعرض لضغوط غير مسبوقة للخروج بأقل خسائر سياسية ممكنة".

وإن حزب الله الموجود في لبنان ساعد الحرس الثوري على إنشاء شبكة تجمع بين عمليات التهريب والأنشطة الإرهابية الإقليمية، حسبما ذكره الناشط الإعلامي نزار أبو علي وهو من السويداء للفاصل.

وأكد أبو علي أن "هذه الخلايا تتحرك وتتصرف بناء على المنفعة المادية. ويستغل الحرس الثوري حاجتها للأموال والنفوذ".

وأضاف أن المداهمات والاعتقالات لاقت استحسانا كبيرا لدى المدنيين في جنوب سوريا.

وتابع أنهم يعتبرون هؤلاء المعتقلين "مهربين وخارجين عن القانون تم استقطابهم من قبل الحرس الثوري"، وليسوا "مقاتلين مقاومين" كما تزعم إيران.

وتوقع أبو علي أن "العمليات سيكون لها الأثر الإيجابي وستظهر النتائج سريعا".

وأكد أن تفكيك تلك الخلايا يشكل ضربة مباشرة لأذرع إيران التي " تتحرك من خلال المصالح المادية على حساب مصالح المدنيين في الجنوب السوري".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *