إرهاب
انتكاسة شبكة مالية لحزب الله في لبنان بعد مقتل رئيسها
اتُهم صاحب محل الصرافة بتحويل أموال عن معرفة لشراء أسلحة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لصالح حزب الله.
![صورة غير مؤرخة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها هيثم عبدالله بكري. [حساب مصطفى كامل على إكس]](/gc1/images/2025/07/08/51038-hizbullah-haitham-bakri-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت - قال محللون إن الاستهداف الناجح لرئيس شبكة صرافة متهم بتحويل أموال إيرانية إلى حزب الله وجه ضربة للشرايين المالية للحزب المدعوم من إيران في لبنان.
وقُتل هيثم عبدالله بكري الذي كان يدير شبكة الصادق للصرافة في جنوب لبنان بغارة جوية في 25 حزيران/يونيو.
وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إنه تم استهداف بكري استنادا إلى معلومات استخباراتية على خلفية دوره في تمويل العمليات العسكرية لحزب الله.
وأشار أدرعي إلى أنه كان يعمل عن علم مع حزب الله لتخزين ونقل الأموال من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مستخدما الأموال للأسلحة ومعدات التصنيع ورواتب الأعضاء والعمليات الإرهابية.
وتعكس هذه الغارة حملة متواصلة منذ العام 2020 لتجفيف مصادر تمويل حزب الله. واستهدفت القوات الإسرائيلية كذلك فروعا للذراع المالية لحزب الله أي القرض الحسن ومراكز يشتبه بأنها لتخزين الأموال النقدية في مختلف أنحاء لبنان.
ومن جهته، قال الكاتب السياسي مروان الأمين لموقع الفاصل إن بكري كان على صلة مباشرة بقائد الحرس الثوري الإيراني محمد سعيد إزادي الذي اغتيل في طهران بعد لقاءات عقدها في لبنان مع قيادات بحزب الله.
وأضاف الأمين أن مقتل إزادي أكد دوره كوسيط في تحويل الأموال من فيلق القدس إلى حزب الله، مما يدل على أن الحزب يعمل "كدمية تحركها إيران لخدمة مصالحها".
حزب الله مقابل الدولة
وأشار الأمين إلى أنه عندما وقعت الأزمة الاقتصادية في لبنان وانهارت العملة الوطنية، تفاخر زعيم الحزب آنذاك حسن نصر الله بأن حزبه غير معني بالأمر، إذ أنه يتلقى ويسدد رواتب عناصره بالدولار.
وأوضح أن تورط حزب الله في استيراد الدولار بشكل غير قانوني أدى إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي وخلق اقتصادا نقديا ساهم في الأزمة المالية في لبنان.
وأدى ذلك إلى إدراج لبنان على القائمة الرمادية، ما يجعله عرضة لعقوبات محتملة تتعلق بمكافحة غسل الأموال.
وأضاف الأمين أن الحزب يتحمل مسؤولية الوضع المالي الحالي الذي يعيشه لبنان وتعريض البلاد لحرب مدمرة.
وقال إن "فكرة ضمان حزب الله سلامة لبنان سقطت لا سيما بالحرب الأخيرة. لم يضمن سلامة أمينه العام وقياداته الأمنية والعسكرية، فكيف يحمي لبنان؟"
وأكد أنه "كل ما أعلنه حزب الله لم يكن سوى ادعاءات غير واقعية ومكابرة ووهم وكذبة كبيرة يعيشها".
من جانبه، ذكر الكاتب السياسي بشارة خير الله للفاصل أن على حزب الله أن يدرك أن كل ما هو خارج إطار الشرعية من سلاح وأموال يجب أن ينتهي.
ورأى أن حزب الله باعتباره "ذراعا تنفيذية لإيران" يستخدم الأموال لأغراض غير مشروعة وقد ساهم في تدهور الاقتصاد اللبناني، مشيرا إلى أن وقف هذا التمويل من شأنه أن يريح الشعب اللبناني.
واعتبر أن الحزب المدعوم من إيران لا يستطيع أن يكون ضامنا لسلامة لبنان كما يدعي في غالبية الأحيان، لأنه "لا يمكن أن يكون الداء والدواء بنفس الوقت".