أمن

الحرس الثوري يجند الشباب السوري للسيطرة على معابر الفرات ومحاربة قوات قسد

يستغل الحرس الثوري الإيراني الشباب العاطلين عن العمل والفقراء لتجنيدهم في خلايا للسيطرة على المعابر النهرية ودعم أهدافه في سوريا.

شاب يمشي بالقرب من مضخات ماء تسحب الماء من خزان بحيرة الأسد في قرية الطويحينة بالقرب من سد الطبقة على نهر الفرات في محافظة الرقة يوم 27 تموز/يوليو 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
شاب يمشي بالقرب من مضخات ماء تسحب الماء من خزان بحيرة الأسد في قرية الطويحينة بالقرب من سد الطبقة على نهر الفرات في محافظة الرقة يوم 27 تموز/يوليو 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال خبراء لموقع الفاصل إن الحرس الثوري الإيراني يستغل حالة الانهيار المالي التي يواجهها كثيرون في محافظة دير الزور السورية لتجنيد شباب من المنطقة في خلايا تابعة له.

وأوكلت إلى هذه الخلايا الجديدة مهمة تنفيذ أوامر الحرس الثوري التي تتضمن السيطرة على معابر نهر الفرات المستخدمة من قبل المهربين وتنفيذ الهجمات على قوات سوريا الديموقراطية (قسد).

وفي هذا السياق، قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية شيار تركو للفاصل إن "خلايا الحرس الثوري الإيراني تنشط خلال هذه الفترة بتجنيد شباب منطقة دير الزور بشكل لافت".

وتقدم هذه الخلايا حوافز كحماية المطلوبين من النظام السوري لأسباب مختلفة، بما في ذلك في حالة تخلفهم عن أداء الخدمة العسكرية الإجبارية.

وأضاف تركو أن عمليات التجنيد تستهدف الشبان العاطلين عن العمل والذين يواجهون ضائقة مالية "وبدأ الأمر يأخذ منحى الإجبار".

وأشار إلى أن الحرس الثوري له تاريخ في التلقين العقائدي، ولطالما روج لعقيدة ولاية الفقيه التي تدعو للولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.

استمالة العشائر السورية

ومن جهته، ذكر فتحي السيد المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية أن الحرس الثوري ينتهج نهجا موازيا لاستمالة العشائر السورية إلى جانب استغلال الفقر والبطالة.

وقال في حديث للفاصل "في البدء كان الأمر يتعلق باستمالة القبائل والعشائر في حلب، وانتقل بعد نجاحه إلى مناطق الصحراء الشرقية (البادية) ودير الزور".

وأضاف أنه عبر كسب دعم العشائر المحلية، يأمل الحرس الثوري بتعزيز نفوذه بالمنطقة وتحديدا السيطرة على المعابر المائية على نهر الفرات.

ويأمل كذلك بدفع قوات العشائر وعناصر الخلايا المجندين حديثا إلى الاشتباك مع قوات سوريا الديموقراطية ذات الأغلبية الكردية وإثارة الرأي العام ضدها.

وأضاف السيد أن محاولة استمالة القبائل بدأت مع قبيلة البقارة في حلب عام 2014، "حيث تم تأسيس لواء الباقر والذي يعتبر أقوى الفصائل القبلية الموالية للحرس الثوري".

وتم تكرار ذلك في منطقة الفرات ودير الزور حيث تم التوصل إلى اتفاق مع شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل بعد استغلال معاداته الشخصية للقوات الكردية.

ويرتبط كل من فوج العشائر الهاشمية وحركة أبناء الجزيرة والفرات وقوات القبائل والعشائر العربية ولواء أسود العقيدات وكلها مجموعات كبيرة ونافذة، بالقرابة مع إبراهيم الهفل.

ولكن أشار السيد إلى أن بعض القبائل لا تزال ترفض التعاون مع الخلايا الإيرانية المستحدثة مؤخرا.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *