أمن

الفوضى تسود في مدينة دير الزور السورية مع اختفاء ميليشيات الحرس الثوري

شهدت ألبوكمال موجة من السرقات وجرائم العنف في ظل مسارعة الميليشيات التابعة لإيران والتي تسيطر على المنطقة لإنقاذ نفسها.

شاحنات تدخل إلى ألبوكمال من العراق في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، وتحمل بحسب معلومات أسلحة ومعدات عسكرية. [عين الفرات]
شاحنات تدخل إلى ألبوكمال من العراق في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، وتحمل بحسب معلومات أسلحة ومعدات عسكرية. [عين الفرات]

سماح عبد الفتاح |

قالت مصادر إن حالة من الانفلات الأمني تسود مدينة ألبوكمال الحدودية السورية، حيث توارى عناصر الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني عن الأنظار.

وتتجنب الميليشيات التابعة لإيران في سوريا الظهور علنا منذ تكثيف إسرائيل هجماتها على حزب الله، وذلك خوفا من التحول إلى أهداف أيضا.

وترك بعضها المنطقة، في حين عمد البعض الآخر إلى الاختباء.

وكان لذلك تأثير على المجتمع المحلي الذي تحول من معاناة العيش تحت سيطرة وكلاء الحرس الثوري إلى فوضى الانفلات الأمني.

وقال الناشط الإعلامي جميل العبد، وهو من دير الزور، لموقع الفاصل إن "حالة من الانفلات الأمني تعاني منها منطقة دير الزور بسبب اختفاء عناصر الأذرع الأساسية للحرس الثوري الإيراني، وخاصة حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية".

وأضاف أنه تم رصد تصاعد في أعمال السرقة، فيتم اعتراض المدنيين على الطرقات العامة وتتم سرقة المنازل الخاصة. وظهر تجار المخدرات من جديد ويمارسون عملهم في العلن.

وذكر أنه في هذه الأثناء، لا تزال الميليشيات تنقل الأسلحة وقطع غيار المسيرات عبر معبر ألبوكمال، وقد تم رصد "ما لا يقل عن شاحنتين" أثناء دخولهما الأراضي السورية برفقة عناصر من الميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري.

انقلاب الرأي العام

ومن جانبه، قال شيار تركو المتخصص في الشؤون الإيرانية إنه "من الطبيعي أن تشهد مناطق سورية مسيطر عليها من قبل أذرع الحرس الثوري الإيراني حالة الانفلات الأمني هذه".

وأضاف "فانسحاب العناصر اللبنانية والعراقية كان متوقعا جدا، كما أن عناصر لواء فاطميون يحاولون الاختفاء قدر الإمكان تجنبا للغارات التي تستهدف المقرات الإيرانية".

ويعجز عناصر الميليشيات المجندين محليا كذلك عن توفير الأمن.

وأشار العبد إلى أن الكثيرين تقاعسوا عن القيام بدورهم، "حتى أن أعدادا كبيرة تتهرب من الذهاب إلى المراكز خوفا من التعرض للأذى بسبب الغارات الجوية".

وأكد تركو إن "العناصر المحلية التابعة للحرس لا يعول عليها على الإطلاق بسبب عدم الولاء الكامل للمرشد الإيراني علي خامنئي".

وأوضح أن "انتسابهم للميليشيات كان بسبب الخوف من الاعتقال والأموال والمساعدات التي كانت توزع عليهم".

وذكر أن قوات النظام السوري لا قدرة لها على الانتشار في هذه المناطق بسبب ضعفها وتواجد نفوذ روسي واسع يمنع أي تمدد لقوات النظام والميليشيات التابعة للحرس الثوري.

وتوقع تركو أن تسود حالة الانفلات في معظم المناطق السورية الواقعة تحت النفوذ الإيراني، "إذ تنتشر العناصر الإيرانية وعناصر الأذرع بين المنازل المدنية".

وتابع أن هذا "أمر قد يؤدي إلى انقلاب الرأي العام الشعبي ضدها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *