سياسة
تضرر علاقات إيران مع دول الخليج جراء هجومها الصاروخي على قطر
أدى الهجوم ’غير المقبول‛ و’الخاطئ‛ إلى زيادة التوتر في علاقات إيران مع جيرانها بالخليج والمنطقة.
![رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في مؤتمر صحافي بالدوحة يوم 24 حزيران/يونيو. [كريم جعفر/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/06/30/50988-qatar-prime-minister-600_384.webp)
نور الدين عمر |
قال خبراء لموقع الفاصل إن النظام الإيراني وبقصفه الصاروخي على قاعدة العديد العسكرية في 23 حزيران/يونيو، عرّض علاقته مع قطر ودول الخليج وبلدان أخرى في المنطقة للخطر.
وأضافوا أن الهجوم كان إخفاقا سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، حيث تم إسقاط 13 صاروخا فيما سقط آخر في منطقة نائية.
وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في 24 حزيران/يونيو إن الهجوم "غير المقبول" أضر بعلاقة قطر بإيران، متعهدا برد "دبلوماسي وقانوني".
وأضاف "أنه لا ينبغي انتهاك هذا النوع من علاقات الجوار ولا ينبغي تقويضها"، معربا عن أمله في أن تعود العلاقات إلى طبيعتها.
![لقطة من فيديو لتلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية تظهر بقايا صاروخ إيراني تم اعتراضه فوق قطر في 23 حزيران/يونيو. [تلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/06/30/50987-Iranian-missile-Qatar-600_384.webp)
وفي هذا السياق، قال الباحث القطري المختص بالشؤون الدولية محمود عبد المنعم للفاصل إن "إيران اقترفت خطأ كبيرا باستهداف قاعدة العديد الأميركية الموجودة على الأراضي القطرية".
وأضاف أن "قطر تضررت جراء هذا الاستهداف حيث تم إغلاق مجالها الجوي وتم إقفال المدارس وآلاف الطلاب حرموا من أداء الامتحانات النهائية، بالإضافة إلى حالة الخوف والهلع التي سادت بين المواطنين والمقيمين".
واتهم عبد المنعم إيران بارتكاب "أخطاء بشكل متتال".
وتابع أنها "في الوقت الحالي تحتاج إلى إرضاء الدول المحيطة بها وخاصة الخليجية منها"، مشيرا إلى أن هجومها "لن يضر فقط بالعلاقات مع قطر، بل مع المجموعة الخليجية بأكملها".
وأوضح "بحكم التجاور والتحركات القطرية المتعلقة بخطة السلام في منطقة الشرق الأوسط، فإن العلاقات بين البلدين لن تنقطع وسيستمر التواصل، ولكن ليس بالوتيرة السابقة إطلاقا".
قرار خاطئ
وبدوره، قال الخبير العسكري والضابط المتقاعد في الجيش القطري رياض العلي للفاصل إن الهجوم الإيراني على قطر "كان فاشلا كليا من الناحية العسكرية".
وأضاف أن "الهجمة نفذت بواسطة 14 صاروخا استطاعت الدفاعات الجوية القطرية إسقاط 13 منها وسقط الصاروخ الأخير في منطقة نائية دون التسبب بأية أضرار".
وأكد أن قرار استهداف قاعدة العديد كان خاطئا للغاية، مبينا أن "القاعدة مجهزة بأحدث أسلحة الدفاع الجوي وتتمتع بتحصينات دفاعية ووقائية تعتبر الأحدث والأقوى في العالم".
وأوضح أن "تعزيز القدرات الدفاعية الجوية في قطر يتم بدعم أميركي كبير من خلال التعاون والتواصل الدائم بين وزارة الدفاع القطرية والقيادة المركزية الوسطى على جميع الأصعدة".
وذكر أن منظومة الصواريخ القطرية الدفاعية قد تم تدعيمها بشكل كبير في الآونة الأخيرة "بعد تأكيد المعلومات حول البرنامج الصاروخي الإيراني"، لافتا إلى أن إيران قد حصلت على "ترسانة كبيرة متنوعة من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة".
واستدرك أن النظام الإيراني لم يكتف بنشر تلك الأسلحة "على الأراضي الإيرانية، بل أيضا في الدول التي نشرت فيها أذرعه كاليمن والعراق ولبنان وسابقا في سوريا".