عدالة
تدقيق متجدد في الدور المستهتر للنظام الإيراني بانفجار مرفأ بيروت
لا تزال الأسر بعد 5 سنوات تطالب بالعدالة فيما يشير التحقيق إلى تورط وحدة عسكرية إيرانية في شحنة نترات الأمونيوم القاتلة.
![لبنانيون يتظاهرون في 4 آب/أغسطس خلال تجمع في بيروت لإحياء ذكرى ضحايا انفجار المرفأ الكارثي عام 2020 والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنه. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/12/51472-beirut-port-memorial-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت - تشير تقارير استخباراتية وتحليلات خبراء إلى تورط النظام الإيراني في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 والذي أدى إلى مصرع أكثر من 220 شخصا وإصابة الآلاف وتدمير مساحات واسعة من العاصمة اللبنانية.
ورُبط الانفجار بـ 2750 طنا من نترات الأمونيوم التي تقول مصادر استخبارية إن الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني شحنتها لحزب الله ومن ثم تم تخزينها بصورة عشوائية بمرفأ بيروت لمدة 6 سنوات.
وكان الانفجار واحدا من أضخم الانفجارات غير النووية في التاريخ.
وانضم المئات من اللبنانيين إلى عائلات الضحايا لإحياء الذكرى السنوية الخامسة للانفجار، مطالبين بتحقيق العدالة.
وعرقل حزب الله المدعوم من إيران التحقيق من خلال حملة منظمة ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الذي استأنف التحقيق خلال العام الجاري بعد توقف دام عامين.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون لأسر الضحايا أن الدولة اللبنانية "ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة. دماء أحباؤكم لن تذهب سدى".
هذا وكشفت تقارير استخباراتية وإعلامية نشرتها ويكيليكس أن المسؤول البارز بفيلق القدس بهنام شهرياري الذي اغتالته إسرائيل في حزيران/يونيو الفائت بطهران، كان يشرف على الوحدة 190 المتخصصة بنقل الأسلحة والعمليات اللوجستية السرية.
ووفق التقارير، كان شهرياري يدير بالتعاون مع موسوي تبار شركة الشحن لاينر ترانسبورت كيش التي نقلت شحنات كبيرة من النترات لحزب الله بين عامي 2011 و2014.
وكانت الشحنة القاتلة قد وصلت إلى مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2013. وصادرتها السلطات اللبنانية ووضعتها بأحد مستودعات المرفأ، حيث بقيت إلى أن وقع الانفجار الكارثي.
حملة عرقلة
وفي هذا السياق، قال المتخصص بالأمن الاستراتيجي يعرب صقر في حديث لموقع الفاصل إن عرقلة حزب الله للتحقيق تؤكد أن "الحزب هو المتهم الرئيسي بالانفجار لمنعه الدولة والقضاء خلال الأعوام الخمسة الماضية الكشف عن الحقيقة".
وأضاف أن حملة العرقلة "دليل على تورط الحرس الثوري الإيراني عبر الوحدة 190 بشحن نترات الأمونيوم".
وتابع أنه "بغض النظر عن تسمية الوحدات الإيرانية التي كانت تتولى نقل النترات، فإن من خزن النترات على مدى سنوات أبرز أذرع إيران حزب الله".
هذا وشملت عرقلة حزب الله لمسار التحقيقات تهديدات وجهها المسؤول وفيق صفا للقاضي بيطار وتصريحات علنية سلبية أدلى بها الأمين العام الراحل للحزب حسن نصر الله وآخرون.
وقال الكاتب والناشط السياسي مروان الأمين في حديث للفاصل إن هذه العرقلة تضمنت كذلك حماية المسؤولين المتهمين المقربين من الحزب وتأمين إطلاق صراح الموقوفين بالملف.
ورأى أن غياب المساءلة "يترك عائلات الضحايا دون تحقيق العدالة بعد مرور 5 سنوات على الانفجار".
وأضاف "تسبب حزب الله وإيران بخسائر بشرية هائلة، ليس فقط بانفجار مرفأ بيروت بل بكل حروبهما التدميرية وخياراتهما بلبنان وسوريا والمنطقة".