بيئة
الأمم المتحدة تجمع الأموال لتنظيف تسرب من سفينة أغرقها الحوثيون بالبحر الأحمر
يعد تنظيف التلوث الناتج عن روبيمار أساسيا، إذ أن تسرب الأسمدة إلى مياه البحر قد يتسبب بضرر بيئي هائل.
فيصل أبو بكر |
عدن -- قال خبراء إن هناك حاجة ماسة لدعم حملة أطلقتها الأمم المتحدة لجمع الأموال لتنظيف التلوث الناتج عن سفينة الشحن روبيمار التي غرقت في البحر الأحمر بعد استهدافها بصواريخ حوثية في آذار/مارس الماضي.
وشددوا على ضرورة ألا يتكرر ما حدث مع الناقلة صافر، مع قيام الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني بصورة نشطة بتأخير وعرقلة الجهود الرامية لمنع حصول تسرب نفطي ذي أبعاد يحتمل أن تكون كارثية من ناقلة النفط المتآكلة إلى البحر الأحمر.
وكانت روبيمار، وهي سفينة تحمل علم بليز ومسجلة في بريطانيا ولها إدارة لبنانية، في طريقها إلى بيلاروسيا حاملة شحنة أسمدة وتعبر بالقرب من مضيق باب المندب في 18 شباط/فبراير عندما استهدفت بصاروخين أطلقهما الحوثيون.
وغرقت في 2 آذار/مارس مع الشحنة التي كانت على متنها، وهي 22 ألف طن من سماد فوسفات الأمونيوم وكبريتات الأمونيوم و200 طن من زيت الوقود الثقيل و80 طنا من الديزل البحري.
وطالبت المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة أممية، باستجابة دولية حكومية وغير حكومية للمساهمة في تأمين المعدات اللازمة لتنظيف التلوث البيئي.
وذكرت المنظمة أنها سجلت ظهور بقعة نفطية بطول 29 كيلومترا في محيط السفينة التي باتت في قاع البحر الأحمر على عمق نحو مائة متر.
وأوضحت أن السفينة الغارقة تشكل خطرا بيئيا كبيرا لليمن والمنطقة المحيطة به، ولا سيما جزر حنيش القريبة، وهي منطقة ذات تنوع بيولوجي غني.
تلوث غير مرئي
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت لموقع الفاصل إن حملة تنظيف التلوث الناتج عن روبيمار "مهمة جدا بسبب تسرب الأسمدة في مياه البحر والتي لا يمكن رؤيتها مثل التسرب النفطي".
وأضاف أن "هذا يهدد البيئة البحرية والأسماك ويهدد حياة الإنسان عبر الأسماك".
واعتبر أن "التحرك الآن متأخر، لكنه أفضل من عدم التحرك نهائيا والبقاء في موقف المتفرجين على الكارثة التي ستحل بكل الدول المطلة على البحر الأحمر بسبب حركة الرياح".
ومن جانبه، قال عبد القادر الخراز الرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة للفاصل إن العديد من سفن الشحن التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر هي سفن قديمة تحمل موادا خطرة.
وذكر المرصد البريطاني للصراع والبيئة ومقره المملكة المتحدة أنه تم في 17 تموز/يوليو رصد بقعة نفطية تمتد تقريبا على طول ساحل البحر الأحمر لليمن، وذلك بعد أن ألحق هجوم حوثي أضرارا بناقلة النفط الخام شيوس لايون.
وقال الخراز إن أي تسرب قد يكون له أثر كارثي على البيئة والكائنات البحرية.
وكان النظام الإيراني قد اتُهم بتمكين هجمات الحوثيين على السفن عبر تزويدهم بالصواريخ والمسيرات.