إرهاب
الحوثيون استخدموا غطاءً مدنياً وبطاقات هوية مزورة لتجنب الضربات الأميركية الأخيرة
قامت الجماعة المدعومة من إيران بتفكيك أنظمة الاتصالات الخاصة بها واختبأت في منازل المدنيين لتجنب رصدها أثناء الغارات الأميركية .
![صورة التقطت في 14 شباط/فبراير تظهر فيها وزارة الاتصالات بصنعاء الخاضعة للحوثيين، عقب غارات جوية نفذها التحالف العربي لاستهداف الحوثيين. ودمر التحالف نظام اتصالات يستخدم في الهجمات المنفذة بالمسيرات بالقرب من وزارة الاتصالات. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/05/09/50313-Sanaa-telecoms-ministry-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- اختبأ قادة الحوثيين ببطاقات هوية مزورة وداخل شبكات الأنفاق أثناء نقل بنيتهم التحتية العسكرية إلى المناطق السكنية خلال الحملة الجوية الأميركية التي بدأت منتصف آذار/مارس واستمرت حتى الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في 7 أيار/مايو.
وقد استخدمت القيادات الحوثية بطاقات هوية مزورة لاستئجار منازل خارج معقلها بمحافظة صعدة وذلك بعد أن رفض المالكون استقبالهم خوفا من أن تتحول ممتلكاتهم إلى أهداف عسكرية، حسبما ذكر موقع المشهد اليمني.
وأورد الموقع في 17 نيسان/أبريل أن "القيادات الحوثية واجهت صعوبات متزايدة في استئجار المنازل أو البقاء في الفنادق أو الشقق السكنية، إذ تُعتبر اليوم شخصيات مطلوبة دوليا".
وتابع أن ذلك "دفعها إلى البحث عن ملاذات آمنة عبر طرق ملتوية".
![مقاتل حوثي يتفقد الأضرار في صنعاء بعد غارات أميركية نفذت ليل 27 نيسان/أبريل. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/05/09/50293-sanaa-houthi-damage-600_384.webp)
وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية لمنصة العين الإخبارية إن الجماعة المدعومة من إيران أزالت 30 كاميرا مراقبة من شوارع صنعاء، بما في ذلك في حي السفارات وعلى طول الطريق الدائري وطريق صخر.
وذكرت المصادر أن الجماعة منعت الشركات من توصيل كاميرات المراقبة بأجهزة متصلة بالإنترنت، لافتة إلى أن الحوثيين "يعيشون حالة من الرعب والاستنفار الأمني الشديد".
وعكست هذه الخطوة مخاوف بشأن قدرات الولايات المتحدة الاستخبارية.
وقال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إن الضربات الأميركية أجبرت قيادات الحوثيين على الاختباء.
وأضاف أن الضربات اخترقت أيضا شبكات الاتصالات التي أقامها الحرس الثوري الإيراني والتي كان الحوثيون يعتمدون عليها.
تعريض المدنيين للخطر
وبحسب شهود عيان، قكك الحوثيون أنظمة الاتصالات العسكرية من على الأبراج الأساسية في الحديدة وبالقرب من المباني الأمنية والاستخبارية.
وتحدثت معلومات أن الجماعة حضرت للتحول إلى أنظمة جوالة أكثر سرية وتعتمد بصورة أقل على الأبراج الثابتة، بما في ذلك شبكات الاتصالات قصيرة المدى.
وفي هذا الإطار، قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية للفاصل إن تفكيك الجماعة بنيتها التحتية الخاصة بالاتصالات بنفسها عكس "حالة الضعف والخوف الذي تعيشه".
وأضاف أن أي تفسير غير ذلك لم يكن منطقيا، "إذ أن خسارة هذه الشبكات ينعكس بشكل مباشر على كفاءة القيادة والسيطرة لديها".
وذكر أن الحملة الجوية الأميركية هزت قيادة الجماعة إلى حد كبير وقد تؤدي إلى "انهيار منظومتها".
وأشار إلى أن هذا الضعف تسبب أيضا بإضعاف الحاضنة الاجتماعية للجماعة.
وفي هذه الأثناء، كان الحوثيون قد حفروا شبكات أنفاق معقدة تربط ممتلكاتهم المعروفة بمنازل مدنية قاموا باستئجارها سرا.
وقال محمد إن قيادات الجماعة دخلت المنازل الخاصة وانتقلت بعد ذلك تحت الأرض إلى مواقع اجتماع حيث بقي المدنيون فوقها عرضة للخطر.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للفاصل إن "هذا النمط من العمليات يضع المدنيين في دائرة الخطر ويشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".
وأضاف أن تعطيل البنية التحتية للاتصالات يزيد من معاناة المدنيين وتقوض حقهم في الأمن والحصول على الخدمات الأساسية.