إعلام
حملة ’مدري‛ تكشف يأس الحوثيين وفقدانهم للدعم الشعبي
عندما طلب منهم الحوثيون التظاهر بعدم معرفتهم بخسائر الجماعة، قلب اليمنيون الطاولة ونشروا موجة من المنشورات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيصل أبو بكر |
عدن -- أثارت حملة أطلقها الحوثيون لإجبار اليمنيين على الرد بـ "مدري" (أي لا أعلم) عند سؤالهم عن مواقع الغارات الأميركية ردة فعل ضد الجماعة المدعومة من إيران، بحسب مصادر عدة.
وتأتي حملة "مدري" المزعومة في ظل محاولة الحوثيين السيطرة على أية معلومات قد تكشف خسائرهم في القادة والعتاد.
ومع قلق الحوثيين الهذائي المتزايد بشأن تسرب المعلومات، باتوا يعتقلون أي شخص يقترب من مواقع الضربات أو يصورها.
وعمدوا أيضا إلى اتهام اليمنيين الذين يشاركون في أنشطة حميدة، مثل النظر إلى هواتفهم أثناء الضربات أو مناقشتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتجسس.
وفيما تسعى حملة "مدري" إلى زرع الخوف والامتثال، قوبلت بالسخرية من جانب الشعب الذي سئم من الحوثيين.
وانتشرت مقاطع الفيديو الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد رد الفنان الكوميدي محمد الحاوري ساخرا بـ "مدري" على أسئلة حول من نهب مرتبات القطاع العام وارتكب الانتهاكات، وذلك في إشارة واضحة إلى الحوثيين.
ولكن وراء موجة السخرية هذه تظهر إلى العلن حقيقة أكثر قتامة، بحسب القاضية إشراق المقطري عضو لجنة التحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
قمع وفرار
وقالت المقطري للفاصل إن الحوثيين كثفوا حملة القمع عبر الحديدة وصعدة منذ كانون الأول/ديسمبر مع حملة من الاعتقالات التعسفية.
وتابعت أن الجماعة المدعومة من إيران اعتقلت أشخاصا على خلفية "أنشطة مشبوهة"، مثل تلقيهم اتصالات هاتفية من أقارب لهم في مناطق خاضعة للحكومة.
وأضافت أن هذه الحالات سجلت حتى في المجتمعات الفقيرة التي تعمل بالصيد والزراعة بمديريات الصليف والتحيتا وبيت الفقيه بالحديدة.
ولفتت إلى أنه تم نقل أعداد كبيرة من المعتقلين من الحديدة إلى سجون أمنية واستخبارية حوثية في صنعاء.
وبدوره، قال المحلل السياسي عبد الملك اليوسفي للفاصل إن "الحديدة تحولت إلى جحيم بسبب صعوبة التنقلات وتحويل الطرق إلى مناطق عسكرية والقمع والاعتقالات"، ما يزيد من معاناة سكان المحافظة.
واتهم الحوثيين بإخفاء الأسلحة في منازل خاصة وإقامة منصات صواريخ في الأراضي الزراعية، ما يعرّض حياة المدنيين وسبل العيش للخطر.
وذكر أنه في هذه الأثناء توارى القادة الحوثيون عن الأنظار فتركوا الناس الذين يحكمونهم لمصيرهم، وذلك في هجرة جماعية تعكس "حالة الرعب والخوف التي يعيشونها بعد الضربات الأميركية".