إرهاب

الحوثيون حولوا مطار الحديدة لمجمع عسكري

حولت الجماعة التي تدعمها إيران المنشأة المدنية إلى مجمع عسكري مترامي الأطراف يضم مستودعات لتخزين الأسلحة تحت الأرض ومرافق تدريب.

لقطة من فيديو لتلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية تظهر القوات الموالية للحكومية اليمنية والتي تدعمها قوات التحالف العربي، وهي تتقدم ضد الحوثيين بالقرب من مطار الحديدة يوم 19 حزيران/يونيو 2018. [نبيل هاشم/تلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية/وكالة الصحافة الفرنسية]
لقطة من فيديو لتلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية تظهر القوات الموالية للحكومية اليمنية والتي تدعمها قوات التحالف العربي، وهي تتقدم ضد الحوثيين بالقرب من مطار الحديدة يوم 19 حزيران/يونيو 2018. [نبيل هاشم/تلفزيون وكالة الصحافة الفرنسية/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - قالت مصادر إن الحوثيين حولوا مطار الحديدة المدني إلى قاعدة عسكرية يستخدمونها في تدريب مقاتليهم خوفا من الانتقام من هجماتهم ضد السفن الدولية في البحر الأحمر.

وكانت عمليات المطار الذي يقع إلى الجنوب المدينة مباشرة، قد توقفت رسميا عقب انقلاب الحوثيين في 2014 وتشير علامة خرائط غوغل مابس إلى أن المنشأة "مغلقة بصورة دائمة".

ولكن كان المطار المتوقف عن العمل في الوقت الراهن بمثابة خلية نشطة وقام الحوثيون بحفر شبكة من الأنفاق تحت أرضه يستخدمونها لتصنيع الأسلحة وتخزينها، بحسب مسؤولين وخبراء.

وكشف تحقيق أجراه لموقع ديفنس لاين المتخصص بالشأن العسكري والأمني، عن عمليات عسكرية موسعة داخل المطار المدني وقاعدة الحديدة الجوية المجاورة منذ العام 2014.

وكشف التحقيق عن قيام الجماعة ببناء شبكة معقدة من التحصينات والأنفاق والملاجئ في جميع أنحاء المجمع، إلى جانب منشآت تخزين الأسلحة.

وتوثق صور الأقمار الاصطناعية والصور التي نشرتها جماعة الحوثي الأنشطة العسكرية على مدرج المطار الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، بما في ذلك تدريبات تكتيكية أجريت في 27 تشرين الأول/أكتوبر وتحاكي الدفاع ضد هجمات برمائية متوقعة.

وبحسب موقع ديفنس لاين، تم إجراء تدريبات عسكرية متقطعة في مواقع متفرقة امتدت إلى مناطق قريبة من كلية الطب بجامعة الحديدة وملعب نادي الهلال الرياضي والأراضي المنخفضة جنوب دوار المطار.

مجمع عسكري تحت الأرض

وقالت مصادر إن الحوثيين بدأوا خلال الهدنة الأخيرة التي تم التوصل لها بوساطة الأمم المتحدة بإصلاح المدرجات، زاعمين أن أغراضهم مدنية فيما كانوا يقومون بتطوير قدراتهم العسكرية.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت في أيار/مايو 2023 أن أعمال إعادة تأهيل كبيرة قد تمت على مدار العام السابق.

وكشفت صور من أواخر العام 2020 عن خنادق وتحصينات واسعة حول المدرج، بما في ذلك أضرار تم إحداثها عمدا بالطرق السطحية لمنع تقدم القوات التي تقاتل لصالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وقال وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي لموقع الفاصل إن المطار أصبح "الشريان الحيوي الحوثي" مع ما يضمه من مصانع أسلحة ومنشآت تدريب تحت الأرض.

ولفت إلى تواجد خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، علما أنهم يشرفون على التدريبات والعمليات العسكرية بما في ذلك "الهجمات التي تنفذ من خلال المطار أو المناطق الساحلية الأخرى الواقعة ضمن محافظة الحديدة".

وبدوره، وصف رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد "مدينة تحت الأرض" تحت المطار تضم "ملاجئ ومعسكرات تدريب ومخازن للدرونز وصواريخ".

وقال إن إصلاحات الحوثيين تهدف "لتسويق المطار على أنه مطار مدني، وفي نفس الوقت يتم استغلاله لتهريب الأسلحة وتجميع المسيرات وصناعة المتفجرات وشن الهجمات على السفن والأهداف الأخرى".

وأدت العسكرة إلى تهجير المجتمعات المحلية المجاورة لاستيعاب المنطقة العسكرية الآخذة في التوسع، وقد شمل ذلك سكان قرية المنظر.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إنه من الضروري استعادة المطار لاستعادة سيطرة الدولة على الحديدة التي أصبحت الآن معقلا عسكريا حوثيا.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *