أمن
خرق قاتل لشبكة اتصالات حزب الله يتركه مكشوفا وفي وضع هش
يفضح الخرق ثغرات الحزب المدعوم من إيران وعدم قدرة النظام الإيراني على حماية نفسه أو وكلائه من الهجمات التي تستهدفهم.
نهاد طوباليان |
بيروت -- شهد حزب الله المدعوم من إيران حالة من الاضطراب الشديد بعد أن استهدفت موجتان من الانفجارات المتزامنة أجهزة الاتصالات اللاسلكية لعناصر الحزب في 17 و18 أيلول/سبتمبر.
وقال مراقبون ومحللون إن الحادثتين، اللتين أسفرتا عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا وإصابة نحو 3000، أظهرتا على الفور تعرض شبكة اتصالات حزب الله للاختراق، ما ترك الحزب هشا ومكشوفا.
وشوهد عناصر حزب الله في بيروت وأنحاء أخرى من لبنان وهم يتخلصون من أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية الخاصة بهم أو يسارعون لإخراج البطاريات من الأجهزة التي لم تنفجر، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وقال محللون إن الهجمات غير المسبوقة تشكل أكبر خرق أمني في تاريخ حزب الله وتطرح التساؤلات بشأن قدرة الحرس الثوري الإيراني على حماية وكلائه.
وذكرت الباحثة في شؤون حزب الله والأستاذة المحاضرة في جامعة كارديف البريطانية أمل سعد لوكالة الصحافة الفرنسية "من الواضح أن هذا خرق تكنولوجي وأمني".
وأشار مصدر أمني إلى أن حزب الله يتجنب استخدام شبكة الاتصالات التي تديرها الدولة اللبنانية لأنه تم اختراقها من قبل إسرائيل.
وتابع أن المسؤولين في الحزب يستخدمون أجهزة البيجر "لاستدعاء المقاتلين إلى جبهات القتال وإعلام المسؤولين الإداريين أو الأطقم الصحية عندما تكون هناك حاجة لهم، ويحذرون أيضا من وجود مسيرات إسرائيلية في الأجواء".
نقاط ضعف وثغرات
وبدوره، وصف الخبير العسكري اللبناني العميد خليل الحلو في حديث للفاصل ما تعرضت له أجهزة حزب الله اللاسلكية بأنه "أكبر وأخطر خرق أمني يواجهه حزب الله بتاريخه وباعتراف الحزب نفسه".
وقال إن "ذلك سيجعل الحزب وعناصره يعيشون مرحلة بلبلة وتشتت".
وأضاف أنها "ضربة كبيرة وتكتيكية طالت القدرة العملياتية والقتالية لحزب الله ومعنويات كوادره ومقاتليه"، علما أن العديد منهم تعرضوا لإصابات خطيرة.
وأوضح أن الحادثتين تظهران أن "أجهزة اتصالات حزب الله مكشوفة وغير محمية ومعرضة لاختراقات أمنية متعددة".
ومن جانبه، قال الخبير الأمني اللبناني العميد الركن يعرب صقر للفاصل إن هذا "الخرق الأمني غير المسبوق" يثبت أن شبكات اتصالات حزب الله هشة ومكشوفة وأن الحزب لا يملك التكنولوجيا المتطورة.
وأضاف أن الهجمات تسببت بإرباك كبير في صفوف أعضاء الحزب وعطلت شبكة اتصالات حزب الله.
وخلال العقد الماضي، سلطت سلسلة من الحوادث الضوء أيضا على هشاشة شبكة الاتصالات والمنظومة الأمنية التابعة للنظام الإيراني.
وشملت هذه الخروقات الأمنية أعمال تخريب وهجمات سيبرانية واغتيال ما لا يقل عن خمسة علماء نوويين إيرانيين.
واعتبر صقر أن الحادثتين الأخيرتين في لبنان تظهران أن هشاشة النظام الإيراني والحرس الثوري تنسحب أيضا على أذرعهما.
عاشت ايدي