إرهاب
'حالات الاختفاء' تتصاعد مع استهداف الحوثيين المشتبه في تعاونهم
صعدت الجماعة المدعومة من إيران من وتيرة اعتقال وخطف المعارضين المدنيين وأعضائها المتهمين بكشف أسرارها.
![سائق دراجة نارية في صنعاء يتفقد هاتفه بجانب لوحة لعبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، في 18 يناير/كانون الثاني 2024. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية].](/gc1/images/2025/04/27/50150-Houthi-leader-biker-600_384.webp)
بقلم فيصل أبو بكر |
عدن -- في ظل القصف الجوي الأميركي على مواقع الحوثيين، وسّعت الجماعة المدعومة من إيران حملتها من الاعتقالات التعسفية والاختطاف لتطال بعض كبار قادتها، وفقًا لمحللين.
وقال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إن الحوثيين كثفوا اعتقالاتهم منذ انطلاق الحملة الجوية الأميركية منتصف آذار/مارس الماضي، وأوقفوا مؤخرا عضوا بارزا في الجماعة.
ففي إجراء غير مسبوق، داهمت الجماعة منزل عبد القادر الشامي، نائب رئيس جهاز استخباراتها، متهمةً إياه بنقل إحداثيات أهداف الضربات الأميركية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأكد أحمد أن الشامي ينتمي للأسرة الهاشمية التي ينتمي إليها عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة، موضحا أن اعتقال مسؤول بهذا المستوى يكشف عن "حالة الفتنة والفوضى" التي تضرب صفوف الحوثيين.
وحتى 27 مارس/آذار الماضي، كان الحوثيون قد اختطفوا أكثر من 75 شخصا، أغلبهم في مدينة صعدة، بحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
كما احتجزت الجماعة خمسة موظفين مصرفيين عند نقاط التفتيش أثناء محاولتهم مغادرة صنعاء، عقب قرار الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية وحظر التعامل مع البنوك في مناطق سيطرتهم.
وردا على الإجراء الأميركي، أعلنت ثمانية بنوك نيتها نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن، فما كان من الحوثيين إلا أن أصدروا قرارا يحظر على جميع موظفي المصارف السفر إلى المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة.
وفي هذا السياق، أوضح أحمد أن بعض موظفي المصارف اعتُقلوا أثناء محاولتهم مغادرة صنعاء للالتحاق بعملهم في بنوك عدن.
عمليات الخطف تتزايد
من جهته، اعتبر عبد القادر الخراز، مدير مشروع بحثي في المركز العربي الديمقراطي في برلين،أن الحوثيين لهم تاريخ طويل في استهداف السياسيين والصحفيين والناشطين وموظفي منظمات الإغاثة المحلية والدولية.
وأضاف في تصريح لموقع الفاصل أن عمليات الاختطاف تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدء الضربات الأميركية في 15 مارس/آذار، ما أوقع الحوثيين في "حالة من التخبط" والخوف من أية خيانة محتملة قد تؤدي إلى استهدافهم.
وذكر الخراز أن "أي شخص تشك به تقوم الجماعة باختطافه بمجرد أنه كان يحمل هاتفه ويصوّر أية مناظر أمامه وليس له علاقة بالصحافة".
وتابع "الشعب أصبح كله مستهدف. فإذا وجد تليفونك وأنت تسير بجانب المواقع المستهدفة، فإن ذلك يجعلك محل اتهام وقد تتعرض للاعتقال".
وأوضح أن الحوثيين يستهدفون أيضا شخصيات معينة تعمل ضمن المليشيات الحوثية "وتثار حولها الشكوك باعتبار أن الإحداثيات المرسلة صادرة عن أشخاص قريبين منهم وعاملين معهم".
وأردف "هذه المواقع سرية ولا يعرف بها سوى أشخاص من داخل الجماعة".
شكر
جميل