حقوق الإنسان

الأمم المتحدة تحذر من العنف ضد عمال الإغاثة عقب انتهاكات الحوثيين

يفاقم هجوم الحوثيين الأخير على مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء واختطافهم لعمال الإغاثة المدنيين من حجم المعاناة في اليمن.

عربات تابعة للأمم المتحدة مركونة خارج مطار صنعاء الدولي يوم 8 حزيران/يونيو 2022. [علاء محمد/وكالة الصحافة الفرنسية]
عربات تابعة للأمم المتحدة مركونة خارج مطار صنعاء الدولي يوم 8 حزيران/يونيو 2022. [علاء محمد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - قال مسؤولون إن اقتحام جماعة الحوثي الأخير لمكتب للأمم المتحدة في صنعاء واختطافهم سابقا لعاملين في مجال الإغاثة وموظفين مدنيين، يشكلان أفعال مستهجنة تزيد من المعاناة وتطيل أمد الحرب.

وسيطر الحوثيون على مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة في صنعاء يوم 3 آب/أغسطس ولم يخلوه إلا بعد أسبوعين كاملين، ما أثار موجة من الإدانات المحلية والدولية.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "دخول مكتب تابع للأمم المتحدة دون إذن والاستيلاء على وثائق وممتلكات بالقوة يتنافيان تماما مع الامتيازات والحصانات الممنوحة للأمم المتحدة".

وقبل شهرين، نفذ الحوثيون موجة توقيفات طالت موظفين بالأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الأمم المتحدة طالبت مجددا يوم 19 آب/أغسطس وهو اليوم العالمي للعمل الإنساني، بـ "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن موظفيها البالغ عددهم 13 فردا والعشرات من موظفي المنظمات غير الحكومية والسفارات الذين لا يزالون محتجزين لدى الجماعة.

ونددت بالمستويات "غير المقبولة" من العنف ضد العاملين في المجال الإنساني بعد مقتل عدد قياسي بلغ 280 عاملا على مستوى العالم في عام 2023، وهو أكثر الأعوام دموية على الإطلاق بالنسبة للمجتمع الإنساني العالمي.

وقالت القائمة بأعمال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جويس مسويا في بيان إن "تطبيع العنف ضد العاملين في مجال الإغاثة وعدم المساءلة أمران غير مقبولين وغير عادلين ويضران بشكل كبير بعمليات الإغاثة في كل مكان".

’مؤشر خطير‛

وفي بيان نشر على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية لدى اليمن، حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن أعمال الحوثيين "ستفاقم عرقلة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين اليمنيين الذين يعانون من ظروف الأزمة منذ وقت طويل".

وبدوره، عبّر وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ عن قلقه إزاء المنظمات الإنسانية التي تعمل في صنعاء، محذرة إياها من خطر البقاء في المدينة.

وقال في حديث للفاصل إن "جماعة الحوثي اختطفت أكثر من 70 موظفا للمنظمات الدولية والمحلية وهذا مؤشر خطير".

وأكد أن "هذه التصرفات تفاقم المعاناة الإنسانية لأنها تعرقل عمل المنظمات الإغاثية وتزيد الأوضاع الإنسانية مأساوية وتطيل الحرب".

وأوضح أن موظفي المنظمات الدولية التي تعمل في عدن "يتحركون بكل سهولة" في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، "وهو ما يخدم عملية الإغاثة وتوصيل المساعدات للمحتاجين".

وبدوره، قال فهمي الزبيري مدير عام مكتب حقوق الإنسان في صنعاء إن ذلك يتنافى بشكل صارخ مع هجمات الحوثيين على منظمات الإغاثة والتي "تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين".

وأضاف في حديثه للفاصل أن هذه الجرائم تشمل "اختطاف وإخفاء وتعذيب العاملين في المنظمات الأممية وإكراههم على اعترافات تحت التعذيب"، مبينا أن هذه الانتهاكات "تقوض جهود السلام وتضاعف من معاناة وآلام الناس".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

ماشألله مسابقه رائعه