أمن

انقسامات داخلية بصفوف الحوثيين في ظل خلافات القيادات

تكشف الاشتباكات العنيفة واتهامات الخيانة الانشقاقات المتزايدة داخل الجماعة المدعومة من إيران في ظل تنافس أمراء الحرب على الهيمنة.

أنصار الحوثيين يرفعون أسلحة وصور زعيمهم عبد الملك الحوثي خلال تجمع في صنعاء باليمن بتاريخ 5 كانون الثاني/يناير 2024. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
أنصار الحوثيين يرفعون أسلحة وصور زعيمهم عبد الملك الحوثي خلال تجمع في صنعاء باليمن بتاريخ 5 كانون الثاني/يناير 2024. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن -- بلغ صراع عنيف على السلطة بين كبار القادة الحوثيين مؤخرا ذروته، ما يكشف عن تصدعات عميقة داخل الجماعة، بحسب مصادر متعددة.

وأدى الخلاف المتفاقم إلى اشتباكات بين قوات القائد الأمني الحوثي يحيى الرزامي وقوات أبوعلي الحاكم الذي يرأس قوة الأمن الوقائي بالجماعة.

وفي 11 نيسان/أبريل، خطفت قوات الحاكم 2 من مساعدي الرزامي.

وبعد ساعات من ذلك، اشتبك مسلحو الرزامي مع قوات الحاكم في أحد أحياء صنعاء، ما أدى إلى مقتل 3 من أنصار الحاكم والإنقاذ الناجح للرجال المخطوفين، حسبما نقل موقع المشهد اليمني.

وفي هذا السياق، قال الصحافي الاستقصائي عدنان العامري على موقع إكس إنه مع انهيار الثقة في صفوف الجماعة، هرب بعض القادة الحوثيين البارزين مع عائلاتهم من صنعاء إلى مناطق أكثر أمانا.

وأضاف أن الانقسامات لم تعد تقتصر على الخلافات الفكرية أو التنظيمية، بل امتدت إلى فقدان الثقة بين القيادات نفسها.

وتابع أن العديد من القادة تركوا مواقعهم ويسعون إلى الخروج بأمان من الأراضي التي سيطروا عليها على مدى سنوات.

خصومات عميقة

وقال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إن الخلافات الداخلية تنبع من ثلاثة انقسامات رئيسية.

وأضاف أن "الخلافات عميقة بين القيادات الحوثية خصوصا بين هاشمي صعدة وهاشمي صنعاء".

وتابع أن "فصيل صعدة هم من ضحوا من بداية قيام الحركة وأن لهم الحق في القيادة والسيطرة لكل المجالات وهم الفصيل الذي يأخذ أوامره من الحرس الثوري وتدرب في إيران".

وأشار إلى أن "هاشمي صنعاء يعتقدون أن مساندتهم للحركة الحوثية هي من أدخلها العاصمة وسمحت بالسيطرة على المحافظات ومؤسسات الدولة".

وذكر أن صراعا آخر يظهر بين "الهاشميين عموما، ومنهم عبد الملك الحوثي، والفرع القبلي للجماعة الذين لا ينتمون إلى عائلة الحوثي".

وقال إن "أبرز قيادات هذا الفرع هو الرزامي، بينما ينتمي الحاكم للهاشميين من صعدة".

أزمة متفاقمة

وأكد أحمد أن الأزمة الداخلية تفاقمت مع اعتقال عبدالقادر الشامي، وهو نائب مدير المخابرات الحوثية وأحد أعضاء عائلة الحوثي، على خلفية الاشتباه بارتكابه خيانة.

وأوضح أن ذلك يعد "أعلى مستوى للصراع وانهيار الثقة بين قيادات الحوثي".

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للفاصل إن "الصراع على الموارد في الفترة الماضية كان له أثر كبير في الخلافات بين القيادات وخصوصا بين القيادات المدنية التي تسيطر على المؤسسات الإيرادية".

وأشار إلى أن هذه التوترات تركت القادة الحوثيين "في حالة توتر وتخبط"، وقد ظهرت "دعوات بين القيادات للحذر من بعضها البعض".

وقال المحامي محمد المسوري إن هذه الانقسامات "قد تكون بداية لنهاية هذه الجماعة إذا استمرت الضغوط الدولية والمحلية في التصاعد".

هل أعجبك هذا المقال؟