إرهاب
داعش في أزمة عقب مقتل قيادي عالمي بارز في العراق
تظهر العملية الناجحة التي أسفرت عن مقتل قائد العمليات العالمية بداعش ضعف التنظيم وتهدد قدرته على العمل.
![آثار الضربة الدقيقة التي نفذت يوم 13 آذار/مارس وأسفرت عن مقتل النائب الأول لتنظيم داعش عبد الله مكي مصلح الرفيعي في محافظة الأنبار العراقية. [حساب روداو على إكس]](/gc1/images/2025/03/20/49638-us-strike-rifai-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
تسلط العملية الأميركية-العراقية التي أسفرت عن مقتل مسؤول العمليات العالمية في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبد الله مكي مصلح الرفيعي الضوء على نقاط الضعف في هيكلية قيادة التنظيم وتقوض قدرته على العمل.
فأدت الضربة التي نفذت في 13 آذار/مارس في محافظة الأنبار العراقية على يد القوات الأميركية بالتعاون مع الاستخبارات وقوات الأمن العراقية، إلى القضاء على الرفيعي (الملقب بأبو خديجة) إلى جانب عنصر آخر.
ووفق مجلس أمن إقليم كردستان، جاءت عملية الاستهداف بعد "عدة سنوات من الملاحقة الدؤوبة التي جرت بالاستفادة من شبكة الاستخبارات الواسعة" لإقليم كردستان والتنسيق الوثيق مع القوات العراقية الاتحادية.
ومع أن المصادر الاستخباراتية لا تزال منقسمة حول ما إذا كان هو في الواقع القائد الأعلى للتنظيم، كان الرفيعي قائد العمليات العالمية والرجل الثاني في القيادة.

وعلى هذا النحو، كان يتحكم بالتخطيط العملياتي الحيوي والشبكات اللوجستية والمالية.
وتشير الضربة الناجحة التي استهدفت الرفيعي إلى اختراق كبير للجهاز الأمني لداعش من قبل عناصر غير أولياء للتنظيم، ما يسلط الضوء على ضعفه ويعزز الارتياب في صفوفه.
ومنذ وفاة أبو بكر البغدادي في عام 2019، لم يتمكن التنظيم من تعيين شخصية ناجحة لقيادته فتنقل بين قائمة من القادة الأقل شهرة الذين قُتلوا أو انتحروا لدى مواجهتهم الهزيمة.
وكان التنظيم قد أعلن عن تعيين زعيمه الخامس والحالي الذي يُعرف باسمه الحركي أبو حفص الهاشمي القرشي، وذلك في رسالة صوتية في آب/أغسطس 2023. لكن ظلت هويته مصدرا للكثير من التكهنات.
شبكة مجزأة
وفي هذا السياق، ذكر محللون أن التعاقب السريع لزعماء داعش يشير إلى عدم الاستقرار الجوهري في التنظيم وإلى الإخفاقات الاستخباراتية المتأصلة بين صفوفه.
ومع اختراق قيادته الأساسية، أُجبر التنظيم على الاعتماد على فروعه الأفغانية-الباكستانية والأفريقية ويعكس ذلك تشتتا يائسا عوضا عن توسع استراتيجي.
ويسلط هذا التحول الجغرافي في مركز القوة بداعش الضوء على التوترات بين فروع التنظيم فيما يفقد الكيان الأساسي قبضته على منطقة المشرق.
وقال محللون إن القضاء على الرفيعي يمثل أكثر من مجرد انتصار تكتيكي، حيث أنه يعجّل بتآكل السلطة المركزية للتنظيم.
ويشير الضعف الواضح للقيادة العليا للتنظيم إلى جانب المخاوف الأمنية الداخلية المتزايدة، إلى أن الطموحات العظيمة للتنظيم قد تلاشت مع تحوله إلى مجرد جماعة إرهابية أخرى منقسمة ومطاردة.
وفيما اضطر التنظيم إلى التراجع نحو الأطراف الأقل تنازعا مثل الصومال، فقد حاول إخفاء تشتته واصفا إياه بأنه "تكيف استراتيجي" حتى في ظل انهيار أراضيه وقيادته تحت وطأة ضغوط مكافحة الإرهاب المتواصلة.
وأثار ذلك تساؤلات بشأن قدرة التنظيم على الحفاظ على فعاليته العملياتية في ظل استنزاف قياداته والارتياب الداخلي وتشتته جغرافيا، علما أن هذه تساؤلات طُرحت حتى بين من تبقى من أنصاره المتشددين.
مقال رائع يوضح الكثير من اوائل أعراض السرطان وقانا الله وإياكم جميعاً من سقيم الأمراض.
حسب الله ونعم الوكيل عليهم ان شاء الله