إرهاب

العراق يلقي القبض على عنصر من داعش متهم بالتحريض على هجوم عنيف بالولايات المتحدة

اعتقلت السلطات العراقية عنصرا من داعش اشتبه بتحريضه على هجوم عنيف في الولايات المتحدة، ما يظهر التزاما بالأمن العالمي.

قوات الأمن الخاصة العراقية تعتقل عناصر من داعش في 24 آذار/مارس 2024. [خلية الإعلام الأمني]
قوات الأمن الخاصة العراقية تعتقل عناصر من داعش في 24 آذار/مارس 2024. [خلية الإعلام الأمني]

أنس البار |

أعلن مجلس القضاء العراقي في 27 نيسان/أبريل أن السلطات العراقية اعتقلت عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اشتبه بتحريضه على عملية دهس بشاحنة وإطلاق نار في كانون الثاني/يناير بمدينة نيو أورليانز الأميركية.

وقام المهاجم الذي بايع، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي، تنظيم داعش، بقتل 15 شخصا وإصابة 30 آخرين في الهجوم الذي نفذ يوم رأس السنة في المدينة الواقعة جنوبي الولايات المتحدة.

وقتلت الشرطة في نيو أورليانز المشتبه به في تبادل لإطلاق النار.

وقد اعتقلت السلطات العراقية الآن رجلا متهما بتحريض المهاجم على ارتكاب العمل الإرهابي.

مشيعون في وقفة بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير لإحياء ذكرى ضحايا هجوم 1 كانون الثاني/يناير في نيو أورليانز.
مشيعون في وقفة بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير لإحياء ذكرى ضحايا هجوم 1 كانون الثاني/يناير في نيو أورليانز.

وجاءت عملية الاعتقال العراقية، التي تم تنسيقها من خلال المركز الوطني العراقي للتعاون القضائي الدولي، بعد أن طلبت السلطات الأميركية المساعدة في التحقيق في الهجوم.

وقال مجلس القضاء العراقي إنه تم تحديد هوية المحرض المنتمي لتنظيم داعش وإلقاء القبض عليه بعد تحقيقات مكثفة وتحليل للأدلة أجرته محكمة تحقيق الكرخ الأولى في العراق.

وتابع أنه ستتم محاكمته وفق قوانين مكافحة الإرهاب بالعراق، مضيفا أن عملية الاعتقال تعكس "التزام العراق بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن العالمي".

وقال رئيس المجلس فائق زيدان في 20 شباط/فبراير إن "التعاون ليس خيارا بل ضرورة".

وأضاف أن "التحديات المتواصلة تتطلب إجراء جماعيا لمكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم التي تهدد الأمن والاستقرار في أوطاننا".

تنسيق ثنائي

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني صفاء الأعسم في حديث للفاصل إن عملية الاعتقال تسلط الضوء على قدرات العراق المتزايدة على صعيد مكافحة الإرهاب والتي تم بناؤها عبر سنوات من العمل الاستخباري المشترك من خلال مراكز عمليات عراقية-أميركية.

وأضاف أن "وجود اليوم آلاف الإرهابيين من العراقيين والأجانب قابعين في السجون دليل واضح على التنسيق الكبير في ملاحقة الفارين من تنظيم داعش واصطياد خلاياهم السرية".

وأدى التنسيق الثنائي إلى تحقيق انتصارات كبرى ضد قيادة داعش، ولا سيما في 13 آذار/مارس مع مقتل النائب العالمي الأول لزعيم التنظيم في عملية أميركية-عراقية بمحافظة الأنبار.

وجاءت العملية بعد سنوات من الملاحقة والتنسيق بين شبكة الاستخبارات لإقليم كردستان والقوات العراقية الاتحادية، بحسب مجلس أمن إقليم كردستان.

وفي 21 نيسان/أبريل، ألقت قوات مكافحة الإرهاب الكردية القبض على العديد من عناصر داعش في منطقة كرميان إثر تعاونها مع قوات التحالف الدولي.

قوة متلاشية

وذكر الأعسم أن العمليات المشتركة التي امتدت على سنوات أنتجت قاعدة بيانات ضخمة لشبكات داعش المتبقية ومصادر التمويل وعمليات الدعاية وجهود التجنيد والتخطيط للهجمات العالمية للتنظيم.

ولفت إلى أن قوة داعش "انحصرت ببضع مئات من العناصر، ولم يبق أي مقاتلين أجانب كما في السابق".

ولكنه حذر من احتمال أن يعيد التنظيم تجميع صفوفه في المناطق الصحراوية الشاسعة وتلال حمرين التي تمتد عبر العديد من حدود محافظات شمالي شرقي العراق.

وأكد أن "العراق مستعد لوضع خبراته والمعلومات التي لديه أمام كل الشركاء الدوليين للحؤول دون تمدد الإرهاب وعدم السماح بإيجاد بقعة آمنة له".

وشدد على "ضرورة التكاتف الدولي والاستمرار بتوجيه الضربات المؤلمة للإرهابيين ومنعهم من اختراق الأمن وإيذاء الأبرياء".

هل أعجبك هذا المقال؟