إرهاب

تنظيم داعش يواجه عقبات مع تحول تركيزه من الشرق الأوسط لأفريقيا

مع سعي تنظيم داعش لتعزيز وجوده في أفريقيا، فإنه يجب عليه التعامل مع المقاومة المحلية والضغط العسكري والمنافسة من الفصائل المسلحة الأخرى.

نحو 2100 عضو سابق في جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP) في معسكر هاجا في مايدوغوري، نيجيريا، في 30 أيار/مايو 2023 قبل إطلاق سراحهم في ختام برنامج إعادة تأهيل دام خمسة أشهر. [أودو مارتي/ وكالة الصحافة الفرنسية]
نحو 2100 عضو سابق في جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP) في معسكر هاجا في مايدوغوري، نيجيريا، في 30 أيار/مايو 2023 قبل إطلاق سراحهم في ختام برنامج إعادة تأهيل دام خمسة أشهر. [أودو مارتي/ وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

قال خبراء إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يواجه عقبات كبيرة في سعيه لإعادة توجيه عملياته نحو أفريقيا بعد أن تكبد خسائر على الأرض وتعرض لهزائم استراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأضافوا في حديث للفاصل أن هذا العقبات تشمل المقاومة المحلية والضغط الدولي العسكري والمنافسة من الفصائل المسلحة الأخرى.

وفقا للقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، فقد أسفرت الغارات الجوية الأميركية الأخيرة في الصومال عن مقتل 14 عنصرا من تنظيم داعش، من بينهم أحمد ماء العينين مسؤول التجنيد الرئيسي المسؤول عن نشر عناصر التنظيم في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأوضحت القيادة أن غارات 1 شباط/فبراير استهدفت مجمعات كهوف على بعد حوالي 50 ميلا جنوب شرق بوساسو.

وفي انتكاسة أخرى للتنظيم، ألقى الجيش المالي في 4 كانون الثاني/يناير القبض على القيادي البارز في فرع داعش بمنطقة الساحل محمد ولد أركيحيل (المعروف باسم "أبو رقية").

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أنه تم أيضا إلقاء القبض على القيادي بتنظيم داعش أبو هاش خلال العملية نفسها في شمال مالي، كما قُتل العديد من مقاتلي التنظيم.

ويتهم الجيش أبو رقية بتنسيق الهجمات ضد المدنيين في منطقتي ميناكا وغاو وبشن الهجمات على مواقع الجيش.

وقالت الباحثة السودانية أمل محمود إن تنظيم داعش قد حدد أفريقيا كوجهة جديدة للتوسع في السنوات الأخيرة، وذلك على الرغم من وجود عدد قليل نسبيا من العناصر هناك.

تحديات إقليمية

هذا ويأتي تحول داعش إلى أفريقيا بعد هزيمة التنظيم في الشرق الأوسط، حيث شلت حركته في الشرق الأوسط بفضل مزيج من العمليات العسكرية والقيود المالية.

وقال محلل سياسي مصري لموقع الفاصل إن "تنظيم داعش خسر نفوذه في الشرق الأوسط نتيجة لهجمات مكثفة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إضافة إلى العمليات العسكرية التي نفذتها القوات العراقية والسورية والكردية".

وأضاف المحلل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن استهداف الشبكات المالية لداعش وتجارته غير المشروعة بالنفط قد قلص بشدة قدرته على تمويل عملياته.

وتابع أن مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2019 أثار الانقسامات الداخلية التي أضعفت تماسك التنظيم.

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه داعش في إقامة موطئ قدم له في أفريقيا تتضمن التنافس الشرس من الفروع التابعة لتنظيم القاعدة والضغط من القوات الأميركية والدولية.

من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للفاصل إن "خسائر تنظيم داعش في سوريا والعراق كانت ضربة كبيرة له دفعته للبحث عن مناطق جديدة للانتشار، ومن بينها بعض الدول الأفريقية".

وأضاف أنه مع أن نقاط الضعف الأمنية في أفريقيا تخلق فرصا محتملة للجماعات المتطرفة، فإن تنظيم داعش يواجه رفضا شعبيا قويا بسبب أساليبه الوحشية.

وأكد أن وجود تنظيم القاعدة وأفرعه في أفريقيا، ومن بينها حركة الشباب في الصومال "سيشكل عائقا لتمدد داعش في أفريقيا لوجود المنافسة الحادة بين الجماعات المتطرفة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

الفاصل موقع إخباري ممتاز ومتميز