سياسة
أصدقاء متقلبون: القوات الإيرانية والروسية تخلت عن النظام السوري
إثر غضبهما من الأسد وتقلص قواتهما، امتنعت إيران وروسيا عن تقديم دعم حيوي ومعلومات استخبارية أساسية قبيل سقوط النظام.
![صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرفوعة بجانب مدخل مبنى، أفيد بأنه تستخدمه القوات الروسية، في بلدة البصة بمحافظة اللاذقية، في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024. [عارف وطاد / وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/03/18/49612-putin-syria-fall-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
كان النظام الإيراني وروسيا يملكان معلومات استخبارية عن الهجوم الذي نفذته المعارضة وأدى إلى إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، ولكنهما أخّرا مشاركة هذه المعلومات الحيوية مع سوريا في خطوة أظهرت أنهما شريكان غير موثوقين.
وذكر المحلل في مجال الدفاع بسكاي نيوز مايكل كلارك في تحليل بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر أنه عوضا عن الاحتشاد للدفاع عن الأسد، "قرر الطرفان التخلي عن سوريا والانسحاب".
وقال الخبير العسكري يحيى محمد علي لموقع الفاصل إن "كل من روسيا وإيران سحبت قواتها والقوات الموالية لها صبيحة بدء العملية العسكرية وأبقت الجيش السوري في الواجهة".
وذكرت نيكول غرايفسكي من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "مع تفكك القوات حوله، راقب الأسد الوضع بعجز في ظل تنظيم الجهتين الراعيتين له، أي روسيا وإيران، عمليات انسحابهما".
وكتبت لمدونة ديوان "ازداد غضب القوتين إزاء تعنت الأسد. فقد كان الأسد رجل روسيا وإيران، وذلك إلى أن توقف عن لعب دوره هذا".
وتابعت "بحلول وقت شن المتمردين هجومهم، لم تر إيران أو روسيا فائدة كافية من وراء نشر المزيد من الموارد لدعم نظام أصبح يشكل عبئا".
شركاء غير موثوقين
وفي هذا السياق، كتب مدير تشاتام هاوس برونوين مادوكس في 8 كانون الأول/ديسمبر أن قرار النظام الإيراني بعدم إرسال قوات لدعم الأسد لربما عكس اعترافا بالضعف القاتل للنظام أو حتى إقرارا بضعف النظام الإيراني نفسه.
وبالمثل، فإن قرار موسكو بعدم دعم الأسد "قد يعكس ضعفا أو ببساطة مجرد إلهاء عن أوكرانيا".
وفي تقرير أعده الصحافي السوري كمال شاهين لمجلة نيو لاينز، كشف عن تفاصيل إضافية عن التخلي الإيراني والروسي.
فتحدث مع ضابط سوري رفيع المستوى كان قد عمل في قيادة العمليات المشتركة بحلب إلى جانب مستشارين روس وإيرانيين، وقال هذا الأخير إن وحدته "كانت لديها معلومات استخبارية مؤكدة عن هجوم وشيك للمعارضة على حلب".
وذكر الضابط لشاهين "ما لم تكن تعرفه القوات السورية على الأرض وكانت القيادة تعرفه هو أن فريقا صغيرا من المستشارين الروس في قيادة العمليات كان قد خطط مسبقا للانسحاب من المدينة".
وتابع أن "هذا القرار اتُخذ بأوامر مباشرة من الجنرال سيرغي كيسل قائد القوات الروسية في سوريا".
وكتب شاهين "كانت القيادة الإيرانية ضمن المنطقة الأمنية قد بدأت بإخلاء مقراتها الرئيسية ونقل الآليات إلى خارج مجمعها منذ 20 تشرين الثاني/نوفمبر".
وأضاف "عند الساعة 7:23 صباحا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أبلغت تركيا الروس بأن الهجوم على حلب سيبدأ في غضون نصف ساعة".
وقال "احتاج الروس 30 دقيقة أخرى قبل نقل هذه المعلومات إلى القيادة السورية. ونفذ القادة الميدانيون الروس عملية إجلاء طارئة من حلب، فجمعوا كل الوثائق وانسحبوا إلى قاعدة كويرس الجوية بسرعة فائقة".
30
كانت مدروسة
مابين على باطل فهو باطل
بدي ألغاب
يا عمي ساسي ماله صاب
صح لسانك كلامك صحيح وانا معك