أمن
روسيا وإيران تفشلان في دعم النظام السوري في ظل تقدم هيئة تحرير الشام
يشير تقدم التحالف المتطرف دون رادع على المدن الرئيسية إلى تشتت النظام السوري والجهات الداعمة له وضعفها وعدم جهوزيتها.
سماح عبد الفتاح ووكالة الصحافة الفرنسية |
فشلت الجهتان الأساسيتان الداعمتان للنظام السوري أي روسيا وإيران في وقف تقدم تحالف هيئة تحرير الشام والتي تستمر في السيطرة على الأراضي بعد الاستيلاء على حلب في هجوم مفاجئ بدأ يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويبدو أن النظام السوري والجهتين الداعمتين له فوجئت بالهجوم، علما أن مراقبين أشاروا إلى تهاون سوريا وتشتت روسيا بحربها على أوكرانيا وانشغال إيران بمشاكلها الداخلية.
وقد أنفقت طهران مليارات الدولارات على مر السنين لدعم النظام السوري، لكن يبدو أن كل هذا الدعم ذهب سدى.
وفي هذه الأثناء، يتعرض الحرس الثوري الإيراني وأذرعه لضربات في سوريا وباتوا في حالة من التخبط والفوضى.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن هيئة تحرير تقدمت في حلب "بدون أية مقاومة تذكر من قوات النظام".
وأضاف "من الغريب أن نرى قوات النظام وهي تتلقى هذه الضربات الكبيرة رغم الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة التي كانت تدل على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية".
وبدوره، ذكر المحلل العسكري يحيى محمد لموقع الفاصل إن التقدم السريع للهيئة المتطرفة "طرح تساؤلات كثيرة حول إذا ما كانت روسيا وايران تخلتا عن النظام السوري في هذه المعركة".
وأضاف أن حلب كانت "تحت سيطرة روسيا وإيران".
وتابع أنه يبدو أن حلفاء سوريا منشغلون "بمصالح أصبحت أهم من الحفاظ على مناطق سيطرة النظام".
وأكد أن هذا الضعف في الدعم سيحبط أي هجوم مضاد للنظام وقد "يعيد خلط الأوراق من جديد على الصعيد العسكري".
الاعتماد على روسيا وإيران
ومن جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان إن "اعتماد [سوريا] على روسيا وإيران" ورفضها المضي قدما في عملية السلام التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2015 قد "أديا إلى الظروف التي هي آخذة في التكشف الآن".
كذلك، أشار مكتب وزارة الخارجية البريطانية إلى أن النظام السوري "خلق الظروف المؤاتية للتصعيد الحالي من خلال رفضه المتواصل الانخراط في عملية سياسية واعتماده على روسيا وإيران".
وذكر آرون شتاين رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية الذي يقع مقره في الولايات المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الوجود الروسي قد خف إلى حد كبير، كما أن الغارات الجوية التي تشن كرد فعل سريع لها فعالية محدودة".
وأضاف أن التقدم السريع للمتمردين هو بمثابة "تذكير بمدى ضعف النظام وربما يوضح كيف أنه أصبح متهاونا في العامين الماضيين".
وفي هذا السياق، قال آرون لوند من مركز أبحاث سنتشري إنترناشيونال "يبدو أن النظام قد خسر حلب وما لم يتمكن من شن هجوم مضاد قريبا أو ما لم ترسل روسيا وإيران المزيد من الدعم، لا أعتقد أن الحكومة ستستعيدها".
وتابع أن "حكومة بدون حلب لا تعد حكومة فاعلة في سوريا".