سياسة

السوريون يمنعون دخول القوات الروسية إلى مدينة الباب شمال سوريا

منع مدنيون وعناصر من المعارضة وفدا عسكريا روسيا من العبور لإحدى مناطق محافظة حلب، مما يؤكد المشاعر المتصاعدة المعادية للوجود الروسي في معظم أنحاء سوريا.

لافتة مناهضة لروسيا في مدينة الباب السورية بتاريخ 12 حزيران/يونيو أثناء تظاهرة لمنع دخول القوات الروسية. [حساب رضوان الشهوان على إكس]
لافتة مناهضة لروسيا في مدينة الباب السورية بتاريخ 12 حزيران/يونيو أثناء تظاهرة لمنع دخول القوات الروسية. [حساب رضوان الشهوان على إكس]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون سوريون إن السكان في منطقة عمليات "درع الفرات" في شمال سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، تظاهروا مؤخرا احتجاجا على دخول وفد روسي إلى مدينة الباب بمحافظة حلب.

وذكر الناشط الإعلامي المحلي طارق الأحمد أن القوات التركية حاولت في حزيران/يونيو الماضي إدخال وفد من ضباط الجيش الروسي للقيام بجولة في مدينة الباب والمنطقة الواقعة بين الباب ومدينة حلب، والتي تضم معبر أبو الزندين.

ويربط معبر ابو الزندين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بتلك التي يسيطر عليها النظام السوري.

وقال الأحمد لموقع الفاصل "أثار هذا الأمر موجة غضب بدأت على مواقع التواصل الاجتماعي وسرعان ما امتدت إلى الشارع، وشارك فيها مدنيون ومقاتلون من المعارضة ".

متظاهرون في مدينة الباب السورية يرفضون بتاريخ 12 حزيران/يونيو دخول الجيش الروسي. [حساب رضوان الشهوان على إكس]
متظاهرون في مدينة الباب السورية يرفضون بتاريخ 12 حزيران/يونيو دخول الجيش الروسي. [حساب رضوان الشهوان على إكس]

وشهدت المنطقة إغلاق الطرقات لمنع عبور الوفد الروسي للقاء وفد عسكري تركي كان متواجدا في المنطقة.

وأضاف الأحمد "عندما انسحب الوفد التركي من المنطقة، قام مسلحو المعارضة بتفتيش آلياتهم العسكرية للتأكد من عدم وجود ضباط روس في داخلها".

وأكد الأحمد أن اللافتات التي رفعها المحتجون وجهت رسالة مباشرة للقوات التركية بعدم محاولة إدخال الروس إلى المنطقة، كما أن "قادة الفصائل المسلحة في المنطقة أبلغوا الجانب التركي بذلك مباشرة".

وفي هذا السياق، قال الأحمد أن "الوجود الروسي غير مقبول على الإطلاق بسبب الجرائم الروسية المرتكبة بحق المدنيين واستمرار الدعم الروسي للنظام السوري".

الوجود الروسي في سوريا غير مرغوب فيه

ومن جانبه، قال المعارض المقيم في مدينة الباب أبو إبراهيم لموقع الفاصل "تم فعلا إعادة فتح معبر أبو الزندين بعد تطبيق إجراءات أمنية تمنع دخول أي عسكري روسي إلى المنطقة".

وأوضح أبو إبراهيم أن التدابير الأمنية حصرت قدرة الروس على المراقبة فقط في الجانب الذي يسيطر عليه النظام السوري، "بالتحديد منطقة المعبر وطريق M4 وصولاً إلى مدينة حلب".

وقال أنه على الرغم من أن قوات المعارضة تلقت تطمينات من تركيا بهذا الصدد، إلا أن "أجواء الشعور بعدم الارتياح تسود في المنطقة على الصعيدين الشعبي والعسكري".

وأشار الى أن القوات الروسية استغلت الأوضاع الاقتصادية القاسية في مناطق سيطرة النظام كذريعة لإعادة فتح معبر أبو الزندين.

وأضاف قائلا "لكن من الواضح في حال دخول القوات الروسية الى شمال سوريا سيجلبون الويلات للمنطقة، وذلك على غرار ما تقوم به في مناطق انتشارها من خلال زرع الفتنة وإثارة الانقسامات وتشكيل ميليشيات موالية لها لمناهضة الميليشيات الاخرى".

كما أثارت روسيا نقمة السوريين ضدها بعد انسحابها في السنوات الاخيرة من عدة قواعد عسكرية في سوريا، مما سمح للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ببسط السيطرة عليها.

إيران، الحليف المزعوم لموسكو، قد استفادت من الصعوبات المستمرة التي تواجهها روسيا في حربها على أوكرانيا لتوسيع شبكتها المسلحة في عموم سوريا.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

انا حزينه