أمن

النظام الإيراني يشهد انهيار استثماراته ونفوذه الإقليمي مع سقوط الأسد

بعد أن أنفق مليارات الدولارات لدعم الأسد وتعزيز أهدافه الاقتصادية والاستراتيجية، تُرك النظام الإيراني وهو يترنح وخططه الإقليمية في حالة يرثى لها.

صورة للقائد المقتول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهي معلقة على سور السفارة الإيرانية في دمشق بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة للقائد المقتول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهي معلقة على سور السفارة الإيرانية في دمشق بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

ترك الانهيار السريع لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أحد داعميه الرئيسيين أي الجمهورية الإسلامية في مأزق، حيث أنها تواجه الآن خسارة استثماراتها ونفوذها في سوريا.

وسعى النظام الإيراني منذ فترة طويلة إلى استنزاف الاقتصاد السوري في ظل مواجهته مشاكل اقتصادية خاصة به، وقد حاول السيطرة على أجزاء استراتيجية من سوريا لتوسيع نفوذه الإقليمي.

ولكن يعرض سقوط النظام السوري هذه الطموحات للخطر ويوجه ضربة لما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي يضم الميليشيات التابعة لإيران في مختلف أنحاء المنطقة.

هذا وأشارت تقديرات سابقة إلى أن الاستثمارات الإيرانية في سوريا تجاوزت الـ 105 مليارات دولار. وكانت إيران بحلول منتصف العام 2021 قد أنفقت أكثر من 30 مليار دولار في سوريا، حسبما قال الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية فتحي السيد في ذلك الوقت لافتا آنذاك حتى إلى أنه سيكون من "الصعب جدا" استرداد ذلك.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست أنه طوال فترة الصراع السوري، "كرست إيران قدرا كبيرا من الدماء والأموال لدعم نظام الأسد، فقط لترى استثمارها يفشل في غضون أيام مع سقوط المدينة تلو الأخرى بيد المتمردين السوريين".

وتابعت الصحيفة "لكن لم تخسر طهران عميلا فحسب، بل شهدت على انقلاب قدرتها على استعراض قوتها وهذه مسألة هامة للغاية لأمنها، رأسا على عقب".

وأشارت إلى أن بعض الإيرانيين شككوا في قرار النظام إنفاق المليارات على شبكة انهارت بهذه السرعة، فيما قال أحد المحللين إن الجمهورية الإسلامية بحاجة لأن "تعيد التفكير" في "استراتيجيتها الخاصة بأذرعها".

تقليص خسائره

ومع الإطاحة برئيس الدولة العميلة له ونقله إلى روسيا بحسب المعلومات، أبدى النظام الإيراني استياءه وغضبه من الأسد وحاول تقليص خسائره.

ففي مقابلة أجراها مع التلفزيون الرسمي في 8 كانون الأول/ديسمبر، اشتكى وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي من أن الأسد "لم يطلب أبدا" مساعدة طهران ضد هجوم هيئة تحرير الشام.

وقال "لم يُطلب منا أبدا تقديم المساعدة"، مضيفا أنه كان من واجب جيش النظام السوري مواجهة الهجوم.

وكان عراقجي قد ذكر في 3 كانون الأول/ديسمبر أن إيران "ستبحث في" أي طلب من الأسد لإرسال قوات. وفي 6 كانون الأول/ديسمبر، قال إن بلاده ستواصل دعم سوريا "بكل ما تحتاجه وتطلبه الحكومة السورية".

ولكن يبدو أن هذا الطلب لم يأت يوما أو أنه جاء متأخرا جدا.

وفي الوقت الراهن، يبدو أن النظام الإيراني يحاول تقليص خسائره واسترضاء الحكام الجدد، خاصة وأن مستشاريه العسكريين "لا يزالون متواجدين" في سوريا بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي إن إيران ستتبنى "مقاربات مناسبة" تجاه سوريا بما يتوافق مع سلوك "الجهات الفاعلة" في دمشق وإنها تتوقع استمرار العلاقات "الودية".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

الله يكون بعون سوريا

أمين

عيونك وقلبك ياعمري وانا كمان

عيونك وقلبك يا عمري وانت كمان