أمن

جنرال روسي سيء السمعة يقود القوات في سوريا

سجل موسكو حافل بإرسال جنرالات قساة وفاسدين لقيادة القوات الروسية في سوريا، والجنرال الذي عينته موسكو مؤخرا ليس استثناءً.

الجنرال الروسي سيرغي كيسل يقود الآن القوات الروسية في سوريا بعد عزله من منصبه في الحرب الأوكرانية بسبب عدم كفاءته. [mil.ru]
الجنرال الروسي سيرغي كيسل يقود الآن القوات الروسية في سوريا بعد عزله من منصبه في الحرب الأوكرانية بسبب عدم كفاءته. [mil.ru]

سماح عبد الفتاح |

قال محللون إن سجل روسيا الحافل بتعيين جنرالات ذوي سمعة سيئة لقيادة قواتها في الخارج لا يبشر بالخير لمستقبلها في سوريا، مشيرين إلى أن الجنرال الذي عينه الكرملين حاليًا هو مثال على خياراتها السيئة.

وكان الجنرال سيرغي كيسل، الذي يقود القوات الروسية في سوريا منذ أواخر عام 2023، قد أقيل من منصبه في عام 2022 لعدم كفاءته في إدارة القوات التابعة له في خاركيف خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما أنه متهم في قضية جنائية تتعلق بالتورط في مكب نفايات غير قانوني في مدينة نيجني نوفغورود الروسية في عام 2019.

وفي سوريا، اتُهم "كيسل" بالتورط في جرائم حرب وفساد وسرقة وتهريب مخدرات، ويقال أنه حاول تجنيد اطفال أيتام للقتال لصالح روسيا.

وفي هذا السياق، قال المحامي السوري بشير البسام لموقع الفاصل إن "كيسيل يقوم وبشكل دوري بزيارة بعض دور الأيتام في مناطق الانتشار الروسي على الساحل السوري وذلك تحت غطاء مساعدة الأيتام".

وشوهد كيسل في كانون الثاني/يناير في دار كفالة الأيتام التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في اللاذقية، حيث قام بتوزيع سلال غذائية وألعاب على الأيتام.

وقال البسام أن "الهدف الرئيسي من هذه الزيارات هو استمالة الأطفال لضمهم مستقبلا إلى صفوف الميليشيات المدعومة من روسيا أو شركاتها الأمنية الخاصة".

جرائم الحرب في سوريا

وفقًا لما قاله البسام فإن كيسل، بصفته قائدًا للقوات الروسية في سوريا، متورط بشكل مباشر في جرائم حرب ضد المدنيين، وخاصة في محافظة إدلب.

وأشار إلى أن الغارات الجوية والقصف الروسي الذي يستهدف منازل المدنيين والبنية التحتية والمناطق الزراعية مستمر حتى يومنا هذا.

وقال إن العديد من الضباط الروس في سوريا بالإضافة الى كيسل متورطون في أنشطة فاسدة، مثل التلاعب بالدعم اللوجستي والإمدادات وإدارة شبكات تهريب المخدرات.

وأوضح البسام أن "تورط كيسل في هذه الانشطة قد يكون مباشراً أو غير مباشر، لكنه لم يتخذ أي إجراء لوقف هذه العمليات، مما يجعله مسؤولاً قانونياً".

وليس كيسل الجنرال الروسي الوحيد المتهم بجرائم حرب في سوريا وأوكرانيا.

فالجنرال الكولونيل ألكسندر تشايكو أيضا متهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا في عامي 2019 و2020، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات والمدارس والمناطق المأهولة بالسكان في إدلب.

وفي عام 2022، قامت قوات تحت قيادة تشايكو بتعذيب وإعدام مئات المدنيين الأوكرانيين في بوتشا وبلدات أخرى حول كييف، وفقًا لشهود عيان والعديد من التقارير الإخبارية.

وبحسب التقرير الصادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 30 أيار/مايو، منذ التدخل الروسي في الحرب السورية في أيلول/سبتمبر 2015، قُتل 8729 مدنيًا في القصف الروسي، من بينهم 2121 طفلًا و1327 امرأة.

وأضاف المرصد إن "موسكو وآلتها الحربية سفكت دماء السوريين رغم ادعائها بأنها "وسيط سياسي" أو "وسيط" يمكنه التعامل مع جميع أطراف النزاع".

بينما تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا والمسلحين المدعومين من إيران الذين يعملون على تقويض سلطة الحكومة المركزية في البلاد.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *