سياسة

العلاقة بين النظامين السوري والإيراني تحت ضغوط متزايدة

يشكل قرار النظام السوري بطرد الحوثيين من السفارة اليمنية في دمشق مؤشرا على خلاف بين حلفاء النظام الإيراني.

لافتة تظهر زعيم حزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والمرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك خلال تجمع في مخيم النيرب شرقي حلب في أيار/مايو 2021. [وكالة الصحافة الفرنسية]
لافتة تظهر زعيم حزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والمرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك خلال تجمع في مخيم النيرب شرقي حلب في أيار/مايو 2021. [وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- قالت مصادر سورية إن العلاقات التي كانت في السابق وطيدة بين النظامين السوري والإيراني تتعرض لضغوط متزايدة بعدما بدأت مصالحهما في التباعد.

ومن المؤشرات على ذلك قرار النظام السوري طرد الحوثيين المدعومين من إيران من السفارة اليمنية في دمشق وإعادتها إلى الحكومة الشرعية للبلاد.

حيث أعلنت وزارة خارجية النظام السوري في تشرين الأول/أكتوبر 2023 طرد الحوثيين من السفارة التي كانت قد سلمتها لهم في العام 2015 عقب الانقلاب الذي نفذوه في صنعاء بشهر أيلول/سبتمبر 2014.

ويأتي هذا القرار في إطار إعادة العلاقات بين سوريا والسعودية التي أعادت فتح سفارتها في دمشق بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر.

وقال عضو التحالف السوري الديموقراطي سمير نشار إن شخصيات رفيعة في النظام السوري "تدرك خطر المشروع الإيراني على سوريا" في ظل محاولات هذه الأخيرة العودة لحضن جامعة الدول العربية.

علاقة غير ثابتة

وأضاف أن دمشق لا تزال تأخذ الموقف الإيراني بالاعتبار، إلا أن "علاقة إيران بالنظام لم تعد ثابتة".

وبدوره، قال الباحث السياسي السوري المعارض منهل باريش للفاصل إن النظام السوري يدرك أن "القانون الدولي لا يخوله تسليم السفارة اليمنية للحوثيين ولا لأية ميليشيا مسلحة غير شرعية".

وأوضح أن على السفارات البقاء تحت سيطرة حكومة شرعية.

وتابع "يدرك النظام وجوب تسليم السفارة للحكومة الشرعية [اليمنية] المعترف بها دوليا، وهو ما سيزعج كثيرا إيران".

وأشار إلى أن النظام الإيراني يتخوف على نحو متزايد من علاقته بدمشق، لا سيما منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس والتي لم يكن الرئيس بشار الأسد يريد الانخراط فيها.

ويعود ذلك جزئيا إلى رغبة سوريا بإعادة تفعيل العلاقات مع الإمارات، علما أن هذه الأخيرة معارضة بشدة لحماس.

والسعودية والإمارات دولتان غنيتان يمكنهما على الأرجح لعب دور كبير في جهود إعادة الإعمار بعد الحرب في سوريا.

وبالمقابل، لا تستطيع إيران المساهمة، بل تسعى في الواقع إلى السيطرة على الموارد الطبيعية لسوريا بهدف دعم اقتصادها المنهار.

وذكر باريش أن النظام الإيراني يشعر "بخوف كبير" إزاء احتمال أن تصبح علاقته بسوريا بخطر وسط الضغط العربي والدولي لإخراج سوريا من المحور الإيراني.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

إيران أنقذت بشار من الانهيار... وعاد ليرتمي في أحضان من ساهم في تدمير سوريا... لم ترجع علاقته بالإمارات الا بعد الموافقه على التطبيع