سياسة
إرث روسيا الدامي في سوريا يعكس مخاطر شراكات المصالح الذاتية
أبقى تدخل روسيا على دكتاتور متوحش في السلطة على حساب الشعب السوري خدمة لأهدافها الاقتصادية والسياسية.
فريق عمل الفاصل |
في حين حارب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من سوريا ومنعه من إعادة تجميع صفوفه، ذبحت القوات الروسية المدنيين السوريين حتى اللحظة الأخيرة التي سبقت انهيار النظام السوري.
ودعمت القوات الروسية النظام الوحشي لبشار الأسد منذ العام 2015 لخدمة مصالح الكرملين الاقتصادية والعسكرية، وذلك قبل إجلاء الأسد نفسه في نهاية المطاف إلى موسكو في 8 كانون الأول/ديسمبر.
وزعم الكرملين أيضا أن "الشركات الأمنية الخاصة" التابعة له متواجدة في سوريا لمحاربة داعش. ولكن الواقع كان متناقضا تماما مع العملية المنفذة بقيادة الولايات المتحدة، حيث كانت تلك الشركات هناك لحماية المصالح الاقتصادية لروسيا والحفاظ على وصولها إلى الموارد الأساسية.
وقوبلت العمليات الروسية الداعمة لنظام الأسد بتنديد دولي بسبب استهدافها العشوائي للمدنيين حتى لحظة انهيار النظام.
وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، أدت الغارات الجوية والقصف المدفعي الروسي والسوري إلى مقتل ما لا يقل عن 7 مدنيين بالقرب من حمص، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه قبل يوم من ذلك، "أدت الضربات الجوية الروسية والغارات الجوية السورية إلى مقتل 20 شخصا بالقرب من مدينة حمص، بينهم 5 أشخاص من نفس العائلة".
وفي بيان صدر في 2 كانون الأول/ديسمبر، دان المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أنور العنوني "الغارات الجوية التي نفذتها روسيا على المناطق المكتظة بالسكان ودعمها المستمر للقمع الممارس من قبل نظام الأسد".
إرث من العنف
يُذكر أن الغارات الجوية على المناطق الخاضعة للمعارضة استهدفت بصورة دورية المستشفيات والمدارس والبنى التحتية المدنية الأخرى.
وشاركت القوات الروسية وقوات النظام في "نمط مقلق من الاستهداف المتعمد" لمخيمات النزوح، بحسب تقرير صدر في حزيران/يونيو 2023 عن المركز السوري للعدالة والمساءلة.
واكتسب الضباط الروس في سوريا سمعة من الوحشية على غرار مجموعة المرتزقة فاغنر التي التقط فيديو لها وهي تقطع رأس مواطن سوري وتكسر ساقيه بمطرقة ثقيلة في العام 2017.
وأحد الأساليب الروسية المؤذية بشكل خاص كان ما عُرف بـ"الضربات المزدوجة"، فطالت هذه الأخيرة عمال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أثناء مسارعتهم إلى موقع حصول غارات جوية قبل استهدافهم أثناء سحبهم الضحايا من تحت الأنقاض.
واستجابت الخوذ البيضاء في 17 تشرين الأول/أكتوبر عقب غارات روسية على "ورشة أخشاب ومعمل أثاث ومعصرة زيتون" في محافظة إدلب أدت إلى مقتل 10 مدنيين بينهم طفل، حسبما ذكر المرصد.
وأصيب أكثر من 30 شخصا في الغارة، بينهم 14 طفلا.
كما دهست القوات الروسية امرأة في محافظة الحسكة في 29 آب/أغسطس وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على السكان المحليين الذين كانوا يتظاهرون أثناء إجراء الروس دورية عسكرية، حسبما ذكرته مصادر محلية.
وفي هذه الأثناء، مارست القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في سوريا ضغطا متواصلا على داعش، فقامت بتصفية كبار زعماء التنظيم في سلسلة عمليات مع تقليص الخطر على أرواح المدنيين.