إرهاب

عراقيل في وجه محاولات فروع داعش التمدد في المغرب والساحل

تواجه الجماعات التابعة لداعش صعوبة في جهودها الرامية إلى التوسع عبر شمال إفريقيا، في ظل محاصرتها من قبل الحكومات الإقليمية والجماعات الإرهابية المنافسة.

صورة التقطت لعنصر من القوات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب بمدينة فاس المغربية في 21 أيار/مايو 2023. [فاضل سينا/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت لعنصر من القوات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب بمدينة فاس المغربية في 21 أيار/مايو 2023. [فاضل سينا/وكالة الصحافة الفرنسية]

مصطفى عمر |

نواكشوط، موريتانيا - فككت السلطات المغربية مؤخرا خليتين إرهابيتين قالت إنهما تخططان لهجمات في محافظة الساحل لمصلحة فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقال محللون إن اعتقال عناصر الخلية الـ 12 في شباط/فبراير بمنطقة بوذنيب عند الحدود الشرقية للبلاد، يسلط الضوء على خطط التنظيم المتطرف لتوسيع رقعة وجوده في منطقتي الساحل والمغرب بشمال إفريقيا.

ويعكس كذلك تصميم القوات الأمنية المغربية على إحباط مخططات التنظيم وحماية الشعب المغربي، علما أن غالبيته لا تدعم أو ترحب بالجماعات الإرهابية.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، نجحت القوات الأمنية المغربية في تفكيك 40 خلية إرهابية في السنوات الأخيرة بما في ذلك واحدة في كانون الثاني/يناير.

وذكرت السلطات المغربية أن الخليتين اللتين تم تفكيكهما تابعتان لما يسمى "أسود الخلافة في المغرب الأقصى" وهو فرع من تنظيم داعش.

وتتمثل المهمة المعلنة للجماعة بإقامة فرع لداعش في المغرب، بقيادة وتنسيق قيادي ليبي اسمه عبد الرحمن الصحراوي.

وكشف مدير المركز المغربي للأبحاث القضائية، الشرقاوي حبوب، أن المغرب "ما يزال هدفا رئيسا لجميع التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل"، حسبما نقلته أسوشيتد برس.

وقال الباحث المغربي محمد بوشيخي لموقع الفاصل إن "تنظيم داعش سجل حضورا لافتا في مناطق مختلفة بالقارة الإفريقية".

وتابع أن ما ساعده في هذا المسعى هو "هشاشة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية".

وأضاف أن التنظيم استهدف المغرب لأغراض دعائية "لإظهار قدرته على ضرب بلد عرف باستقراره وصلابة مؤسسته الأمنية، خاصة أنه يستعد لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى".

مواجهة من القوى الإقليمية

وفي أواخر كانون الثاني/يناير، أعلنت بوركينا فاسو والنيجر ومالي التي تحكمها مجالس عسكرية استولت على السلطة بالقوة بين عامي 2020 و2023، أنها ستتحد لإنشاء وحدة مؤلفة من 5000 عنصر لمحاربة العنف المتطرف، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتنفذ الدول الثلاث أصلا عمليات مشتركة لمكافحة التطرف، لا سيما في المنطقة حيث تلتقي حدودها وتكثر الهجمات بشكل خاص.

هذا وأنشأت كل من النيجر وتشاد والكاميرون بالفعل قوة إقليمية لمكافحة الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية غرب إفريقية الذي يمول أنشطته عبر الابتزاز والمداهمات والخطف مقابل فدية.

وتشمل قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات بنين ونيجيريا.

وقال المبعوث الإسباني إلى الجزائر موران كالفو-سوتيلو في كانون الثاني/يناير، إن الجزائر التي تتشارك حدودا صحراوية شاسعة بطول 1300 كيلومتر مع مالي، تلعب أيضا "دورا بارزا في الحرب ضد الإرهاب".

وأدلى بهذا التصريح بعد أن ساعدت الجزائر في تأمين إطلاق سراح مواطن إسباني كان قد خطفه المتطرفون في كانون الثاني/يناير بالمنطقة الحدودية بين الجزائر ومالي.

وفي تقرير صادر في أيلول/ سبتمبر 2024، قال مشروع رصد بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED) أن "تنظيم داعش في منطقة الساحل واجه تحديات كبيرة في محاولاته للتوسع إقليميًا".

وتابع: "لقد فشل التنظيم في اكتساب موطئ قدم في وسط مالي، وكذلك في معظم أنحاء بوركينا فاسو باستثناء أقصى الشمال، ولم يُحرز أي تقدم يُذكر في الدول الساحلية".

وأضاف أن "هذه الانتكاسات تسلط الضوء على القيود الجغرافية التي يواجهها التنظيم، وتؤكد على فعالية مقاومة القوات المنافسة، ولاسيما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي أحبطت خططه للتوسع الإقليمي الأوسع والهيمنة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لا

د