إرهاب

مصر تصمد في مواجهة انتشار الجماعات المتطرفة في أفريقيا

فيما تنتشر التنظيمات مثل القاعدة وداعش في أفريقيا لا سيما نتيجة انعدام الأمن والحدود المنفلتة، فإن القوات المصرية تبقيها تحت السيطرة.

تجمع لأشخاص نزحوا بسبب أعمال العنف المتطرفة في 2 حزيران/يونيو 2022 في مدينة ماكالوندي بالنيجر في منطقة ’الحدود الثلاثة‛ (بين النيجر ومالي وبوركينا)، علما أن هذه الأخيرة هي منذ العام 2017 مسرح لهجمات دموية نسبت إلى تنظيم ’الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى‛. [بوريما هاما/وكالة الصحافة الفرنسية]
تجمع لأشخاص نزحوا بسبب أعمال العنف المتطرفة في 2 حزيران/يونيو 2022 في مدينة ماكالوندي بالنيجر في منطقة ’الحدود الثلاثة‛ (بين النيجر ومالي وبوركينا)، علما أن هذه الأخيرة هي منذ العام 2017 مسرح لهجمات دموية نسبت إلى تنظيم ’الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى‛. [بوريما هاما/وكالة الصحافة الفرنسية]

جنى المصري |

قال خبراء عسكريون إن التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) استغلت انعدام الأمن والحدود المنفلتة في القارة الأفريقية لإعادة تنظيم صفوفها وتشكيل مجموعات تابعة لها في عدد من الدول.

وذكر الخبير العسكري وائل عبد المطلب للفاصل أن مصر التي تقع بين أفريقيا والشرق الأوسط قد عملت جاهدة لاحتواء خطر تنظيمي القاعدة وداعش، ولا سيما في شبه جزيرة سيناء.

وأضاف أنها قامت طوال السنوات الماضية بتعزيز أمن حدودها الغربية لوقف تسلل المتطرفين ومنع تدفق الأسلحة، وهذه خطوة أدت إلى "نتائج ممتازة جدا بانت على أرض الواقع".

وتابع أن الجماعات الإرهابية انتشرت عبر القارة نتيجة انعدام السيطرة على الحدود والصحاري الشاسعة "التي يصعب مراقبتها بالوسائل التقليدية".

وكتحدّ إضافي، قال: "إن المناطق السكنية القريبة من الحدود فقيرة للغاية، مما يجعل من السهل على هذه الجماعات تجنيد المهربين أو حتى شراء صمتهم بشأن أي نشاط مشبوه.

ووفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023، استأثرت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 48 في المائة من الوفيات الناجمة عن الإرهاب العالمي، في حين أن منطقة الساحل هي موطن الجماعات الإرهابية الأسرع نموًا والأكثر فتكًا في العالم.

إن التمويل طويل الأمد الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر لمكافحة الإرهاب - يُقدر بأكثر من 50 مليار دولار منذ عام 1979 - يزود مصر بالمعدات الأساسية والتدريب لمحاربة الإرهاب في جميع أنحاء البلاد

أرض خصبة للمتطرفين

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري المصري عبد الكريم أحمد خلال حديث للفاصل إن عوامل كثيرة سمحت بتدهور الوضع الأمني في أفريقيا وظهور الجماعات المتطرفة، بما في ذلك الانقلابات الأخيرة التي حدثت في عدد من الدول.

وأضاف أنه في هذه الأثناء، أدت التدخلات الروسية والصينية في عدد من الدول إلى "الإخلال بميزان القوى خاصة بعد تشكيل الفيلق الأفريقي لمجموعة فاغنر والذي يعتبر خطرا حقيقيا".

وأوضح أن المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو تشكل على نحو خاص مصدر قلق كونها قاعدة انطلاق لأذرع القاعدة وداعش وهناك العشرات منها.

وذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" متواجد في المنطقة إلى جانب جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة.

وأشار إلى أن تنظيم داعش يعمل على توسيع رقعة انتشاره في غرب أفريقيا وخاصة في نيجيريا، علما أن انتشاره يواجه جماعة بوكو حرام المتطرفة والتي تسير على نهج تنظيم القاعدة و"الأمر نفسه ينطبق بالنسبة لحوض بحيرة تشاد".

ولحركة الشباب التابعة للقاعدة تواجد واسع في الصومال، في حين يتواجد تنظيما داعش والقاعدة في النيجر إلى جانب جماعات متطرفة أخرى.

وتابع أحمد "هذا بالطبع بالإضافة إلى الانتشار الكبير لمسلحي القاعدة وداعش في جنوب ليبيا وجنوب غربها".

وأوضح أن "هذا ما يقلق السلطات المصرية وما دفعها إلى زيادة تأمين الحدود مع ليبيا بشكل لافت".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *