إرهاب
تحذيرات أمنية أميركية من سعي النظام الإيراني وراء اليورانيوم في أفريقيا
يحذر مسؤولون أميركيون من أن الوجود المتنامي لطهران يشكل تهديدا أمنيا وسط تقارير عن صفقة الكعكة الصفراء بقيمة 56 مليون دولار مع النيجر.
![جندي نيجيري يقف خارج منجم لليورانيوم في أرليت بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2010. وسيطرت النيجر منذ ذلك الحين على المنجم الذي كانت تملكه سابقا شركة أريفا التابعة للدولة الفرنسية. [إيسوف سانوجو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/06/51394-Niger-uranium-mine-600_384.webp)
مصطفى عمر |
يثير الوجود المتنامي للنظام الإيراني في مختلف أنحاء أفريقيا مخاوف في واشنطن، ويحذر مسؤولون في الحكومة الأميركية ومحللون مستقلون من أن توسع طهران في القارة يشكل تهديدا مباشرا للأمن الأميركي والإقليمي.
وهذا يثير القلق بشكل خاص للعراق، حيث أدى النفوذ الإيراني من خلال الميليشيات بالوكالة والتدخل السياسي إلى زعزعة استقرار البلاد، مما يجعل سعي طهران المتزايد للحصول على اليورانيوم وإبراز قوتها الإقليمية تهديدًا مباشرًا.
ووفق تقارير إعلامية، تشمل أنشطة النظام الإيراني في أفريقيا صفقة سرية أبرمت عام 2024 للحصول على اليورانيوم من النيجر وتزويد النظام السودان بإمدادات مسيرات في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وفي أواخر تموز/يوليو، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش تحذيرات بشأن "تهديدات جسيمة للأمن القومي الأميركي" نتيجة أنشطة النظام الإيراني في القارة الأفريقية.
وصرح ريش لفوكس نيوز ديجيتال أن "ذراع إيران الطويلة في الإرهاب تمتد حول العالم، بما في ذلك أفريقيا".
وأضاف أن "إيران عدو للحرية في كل مكان وتشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي ويجب على شركائنا في أفريقيا أن يتوخوا الحذر قبل التعامل مع هذا النظام الاستبدادي والخطير".
هذا وتبدو استراتيجية إيران مركزة على الالتفاف على العقوبات الدولية من خلال مبادرات تجارية واستثمارية مع السعي في الوقت ذاته لتأمين اليورانيوم لصناعة الأسلحة النووية.
وفي مطلع العام الماضي، أفاد موقع أفريكا إنتليجنس ومعهد العلوم والأمن الدولي الذي يقع مقره في واشنطن بأن النيجر كانت تتفاوض على بيع أكسيد اليورانيوم المعروف بـ "الكعكة الصفراء" لطهران بما يقدر بـ 56 مليون دولار.
وتم بالفعل تسليم جزء من الكمية البالغة 300 طن من اليورانيوم إلى إيران.
وزارت بعثة أمنية إيرانية برئاسة القائد العام لقوات الأمن الداخلي الإيرانية العاصمة النيجرية نيامي في شهر أيار/مايو للتوقيع على مذكرة أمنية تشمل التعاون الاستخباراتي والتدريب.
وفي هذا السياق، قال الباحث المغربي المتخصص في القضايا الجيوسياسية محمد بوشيخي إن رئيس الوزراء النيجيري علي الأمين زين زار طهران في بداية العام 2024 ويحتمل أن الهدف كان مناقشة صفقات توريد اليورانيوم.
تهديدات أمنية
وأضاف في حديث لموقع الفاصل أن "إيران تسعى لملء الفراغ الغربي في النيجر"، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تبدو عازمة على مواجهة الوجود الإيراني في مواقع بعيدة يمكن أن تشكل مصادر قوة بديلة.
وأوضح بوشيخي أن أحوال المنظومات الأمنية المفككة في بعض البلدان الأفريقية إلى جانب الإدارة الاقتصادية التقليدية، قد تكون مؤاتية للنشاط الاستخباراتي الإيراني تحت غطاء تعزيز الشراكة التجارية.
وقال محللون إن النظام الإيراني يتغلغل في المجتمعات بأفريقيا جزئيا عبر استغلال الدين والخلافات العرقية والطائفية.
ووفق مراسلة تغطي شؤون الجماعات الإرهابية في أفريقيا، "قد يلجأ [النظام] إلى حشد بعض الجماعات المتطرفة في أفريقيا لزعزعة الأمن بهدف تعقيد جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب".
وأضافت في حديث لموقع الفاصل شريطة عدم الكشف عن هويتها أن "إيران قد تشجع الجماعات الإرهابية والفصائل المسلحة على استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، مثل السفارات والشركات والقواعد المتواجدة في القرن الأفريقي".
وأشارت إلى أن "المسؤولين الإيرانيين سبق وهددوا بالانتقام من واشنطن".