سياسة
حزب الله خارج ’لبنان الجديد‛ في ظل تحول المشهد السياسي
يبدو أن القبضة الحديدية لحزب الله على لبنان باتت تتلاشى فيما ترسم الحكومة الجديدة مسارا للخروج من هيمنة الحزب التي دامت عقودا.
![الرئيس اللبناني جوزاف عون يترأس أول اجتماع للحكومة الجديدة في القصر الرئاسي ببعبدا بالقرب من بيروت في 11 شباط/فبراير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/02/19/49110-lebanon-new-government-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت -- يتلاشى النفوذ السياسي لحزب الله فيما يصفه السياسيون اللبنانيون بـ "لبنان الجديد" عقب النكسات الكبيرة التي مني بها في معركته مع إسرائيل وانهيار حليفه الإقليمي الرئيسي أي النظام السوري السابق.
وقال سياسيون لبنانيون إن وضعية الحزب المدعوم من إيران قد ضعفت إلى حد كبير بعد خسارته زعيمه حسن نصرالله وخلفيته المحتمل هاشم صفي الدين والعديد من قادة الصف الأول بالحزب.
وأشاروا إلى أن سقوط نظام بشار الأسد أثر بشكل إضافي على حزب الله، إذ قطع طرق الإمدادات الإيرانية الحيوية للأسلحة والتمويل، بما في ذلك القنوات المستخدمة في إنتاج المخدرات والإتجار بها.
وفي هذا السياق، قال رئيس حركة الخيار الآخر ألفرد ماضي إن ذلك أنتج "فرصة ذهبية" لحكومة الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لإعادة إحلال سيادة الدولة وفك قبضة حزب الله على مؤسسات الدولة.
وذكر لموقع الفاصل "لا يجب أن يكون حزب الله بلبنان الجديد" ما لم يتخل عن فكر ولاية الفقيه الذي يدعو إلى الولاء للولي الفقيه أي المرشد الإيراني علي خامنئي على حساب الولاء للبنان.
وأكد "عليه الانكفاء وعدم توريط اللبنانيين بمزيد من المآسي".
وكان حزب الله وإسرائيل قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وبموجب الهدنة يتوجب على الحزب المدعوم من إيران سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني وتسليم أسلحته إلى الجيش اللبناني.
دور مقلص لحزب الله
وبدوره، أوضح المحلل السياسي مصطفى فحص أن حزب الله "قد يكون انتهى عسكريا" بعد تلقيه "ضربة قاسمة" قوضت سرديته المتعلقة بـ "حماية" جنوب لبنان.
وتابع في حديثه للفاصل أن هيمنة الحزب على القرار السياسي "تراجعت لحد كبير" بعد عقدين من النفوذ.
وأضاف "أمسى حزب الله كأي حزب لبناني بحجم تمثيله لجزء من طائفة، ما يعني أنه يأخذ اليوم حجمه الطبيعي بلبنان الجديد".
وقال إنه يبدو أن لبنان على موعد مع تحول سياسي ملحوظ في ظل الدور المقلص لحزب الله.
ويظهر التحول في موازين القوى جليا في تشكيلة الحكومة الجديدة والتي وصفها رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين بـ"التاريخية"، وهي أول حكومة منذ 20 عاما تكون متحررة من سيطرة حزب الله والثلث المعطل.
وسلط سلام الضوء على هذا التحول في مقابلة مع التليفزيون الرسمي أجريت في 11 شباط/فبراير، فأشار إلى أنه "ما يجب أن يطبق هو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل أراضيها من النهر الكبير إلى الناقورة".
كما انقلب الرأي العام على حزب الله.
حيث بات المواطنون اللبنانيون يحتجون أكثر فأكثر على الهيمنة السياسية لحزب الله ويطالبون بنزع سلاحه، بحسب المحلل على قناة العربية لين خودوركوفسكي.
وأظهر استطلاع أجراه مؤخرا الباروميتر العربي أن 67 في المائة من المواطنين اللبنانيين باتوا يعتبرون حزب الله قوة مزعزعة للاستقرار، مقارنة بـ 48 في المائة في العام 2021.