أمن

لبنان يفكك شبكة تهريب تابعة لحزب الله في مطار بيروت

تشدد السلطات اللبنانية الضوابط الأمنية وقامت بفصل عشرات الموظفين في حملة كبيرة لإنهاء نفوذ حزب الله في المطار.

لوحة إعلانية تعرض العلم اللبناني وكتب عليها "عهد جديد للبنان" حلت محل صورة لحزب الله على الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بتاريخ 10 نيسان/أبريل. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]
لوحة إعلانية تعرض العلم اللبناني وكتب عليها "عهد جديد للبنان" حلت محل صورة لحزب الله على الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بتاريخ 10 نيسان/أبريل. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت - فككت السلطات اللبنانية شبكة تهريب تابعة لحزب الله في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، وفصلت عشرات الموظفين الذين يشتبه بانتمائهم للحزب المتحالف مع طهران.

وتعد هذه الحملة التي بدأت في أوائل شهر أيار/مايو، أهم جهد تبذله الحكومة للحد من نفوذ حزب الله طويل الأمد داخل المطار الرئيسي بالبلاد.

وعززت السلطات الضوابط الأمنية وقامت بتركيب أنظمة مراقبة حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن العناصر.

وقامت السلطات بحظر رحلات الطيران الإيرانية إلى لبنان عقب تقارير تحدثت عن استخدام إيران الرحلات المدنية لنقل أسلحة وأموال لحزب الله وتقرير لصحيفة تليغراف صدر في عام 2024 عن قيام حزب الله بتخزين أسلحة إيرانية المنشأ في المطار.

وتجسد مصادرة مبلغ 2.5 مليون دولار في شهر شباط/فبراير بحوزة مسافر قادم من تركيا يعتقد أنها كانت موجهة لحزب الله، النجاح المبكر للعملية.

وفي هذا السياق، قال الكاتب الاقتصادي أنطوان فرح في حديث لموقع الفاصل إن "المشهد بالمطار اختلف عما كان عليه إبان نفوذ حزب الله بعد تسلم الجيش والقوى الأمنية هذا المرفق ويضبطان الأمور فيه".

وأضاف أن أبرز تغيير تمثل في كشف عمليات التهريب التي ينظمها حزب الله "وسواه من العصابات".

وتابع أن "هذا الجهد المبذول يؤكد أن المطار أصبح منضبطا ومراقبا مع الحاجة لجهد إضافي لتنظيفه مما تبقى من نفوذ حزب الله".

وأشار إلى أن موظفي الجمارك يواجهون تحديات متواصلة مع استمرار حزب الله بمحاولات التهريب عبر حلفائه المتبقين في المطار، ما يتطلب يقظة دائمة للوصول "لصفر تهريب".

واعتبر فرح حظر الرحلات الإيرانية أدى إلى "تراجع كبير بعمليات التهريب عبر المطار" التي هددت الاقتصاد الوطني عبر "اقتصاد أسود" متفلت من تسديد الرسوم والضرائب.

إصلاح أمني شامل

ومن جهته، وصف المحلل السياسي أسعد بشارة في حديث للفاصل تفكيك الشبكة بـ "الخطوة المهمة المفترض استكمالها بتطبيق المعايير الدولية المطبقة بالمطارات العالمية".

وأضاف أن المجتمع الدولي يطالب بإصلاح شامل لسد كل منافذ التهريب في ما وصفه بشارة بـ "المرفق السيادي".

وفي حين أشاد بشارة بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية لجهة وضع حد لأنشطة حزب الله داخل المطار، شدد على الحاجة لإعادة هيكلة الجمارك لوضع حد "للتلاعب".

وأكد أن حظر الرحلات الجوية الإيرانية تطرق لتعامل النظام الإيراني مع المطار "على أنه تابع له"، حيث لم تأبه طهران بانتهاك القانون اللبناني من خلال عمليات التهريب خارج إطار السلطة اللبنانية.

وأشار إلى أنه كان للإصلاحات تأثير إيجابي بالفعل على الاقتصاد اللبناني، عبر الحد من تهريب حزب الله للأموال والأسلحة والمخدرات وهو ما يهدد الأمن الوطني والاستقرار الاقتصادي على حد سواء.

وأكد فرح أن سيطرة الدولة على المطار والمرفأ والحدود البرية أدت إلى زيادة الإيرادات الحكومية وتقليل القدرة العملياتية للحزب.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *