أمن

لبنان يتحدى وصاية النظام الإيراني في قرار تاريخي بنزع سلاح حزب الله

يرفض قادة البلاد التدخل الإيراني الذي دام عقودا ويطالبون بالسيادة على الأراضي اللبنانية.

نشرت صحيفة نداء الوطن اللبنانية يوم 13 آب/أغسطس صورة في صفحتها الأمامية لعلي لاريجاني قائد هيئة أمنية بارزة في إيران بعنوان "لا… ريجاني".
نشرت صحيفة نداء الوطن اللبنانية يوم 13 آب/أغسطس صورة في صفحتها الأمامية لعلي لاريجاني قائد هيئة أمنية بارزة في إيران بعنوان "لا… ريجاني".

نهاد طوباليان |

بيروت -- وجّه لبنان انتقادا غير مسبوق لإيران هذا الشهر، حيث أبلغ أحد كبار مسؤولي الأمن الإيرانيين أن البلاد لم تعد تحت "وصاية" إيران ولن تتسامح مع التدخل الإيراني في شؤونها.

وجرت هذه المواجهة خلال اجتماع عقد في 13 آب/أغسطس بين أمين المجلس الإيراني للأمن القومي علي لاريجاني والرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام.

وجاءت الرسالة الصريحة للقادة اللبنانيين بعد قرار حكومتهم التاريخي في 5 آب/أغسطس بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام وتفويض الجيش اللبناني بتنفيذ الخطة.

وكان رد النظام الإيراني سريعا ومليئا بالتحدي، حيث رفض مسؤولون إيرانيون رفيعون، بينهم وزير الخارجية عباس عرقجي ومستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، علنا قرار لبنان السيادي وتعهدوا بدعم معارضة حزب الله لنزع السلاح.

وذهب أحمد جنتي أمين مجلس صيانة الدستور إلى أبعد من ذلك. فرفض جهد نزع السلاح واصفا إياه بـ "الأوهام الساذجة"، بينما حذر نائب قائد فيلق القدس إيرج مسجدي أن "هذا الحلم سيموت" مع من يلاحقونه، بحسب تقارير إعلامية إيرانية.

ودفع التدخل الإيراني وزارة الخارجية اللبنانية لإصدار بيانين منفصلين نددت فيهما بما وصفته بأنه "انتهاك للسيادة والوحدة الوطنية واستقرار البلاد".

وأكد المسؤولون اللبنانيون أن هيمنة إيران التي دامت عقودا على بلدهم من خلال حزب الله قد وصلت إلى نهايتها.

وقال الرئيس عون للاريجاني إن لبنان "يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية من أية جهة"، مضيفا أنه "من غير المسموح لأية جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج".

واتسم كلام رئيس الحكومة نواف سلام بالصراحة نفسها فأكد أن "لبنان لن يقبل بأي شكل من الأشكال التدخل في شؤونه الداخلية وطالب بأن "تمر أية علاقة مع لبنان حصرا عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية".

’رهينة‛ بيد إيران

وقوبل قرار نزع السلاح بتهديدات من جانب حزب الله.

وقال محللون لموقع الفاصل إن الأمين العام للحزب نعيم قاسم حذر من أنه "لن تكون هناك حياة في لبنان" في حال واجهت الحكومة الحزب، ويدل ذلك على كيف أن هذه الذراع الإيرانية قد أخذت الشعب اللبناني كرهينة.

ووصف الكاتب السياسي علي حماده تدخل إيران بأنه "استكمال لسياستها لعقود" ويهدف إلى إبقاء قبضة حزب الله على لبنان.

كذلك، اعتبر قرار الحكومة "زلزالا كبيرا لنفوذ إيران بلبنان، بعدما تمتع حزب الله بالعقدين الأخيرين بنفوذ كبير بإمساكه قرار الدولة السياسي والأمني والسيادي واستخدام سلاحه لاحتكار السلطة وعرقلة الإصلاحات واغتيال سياسيين".

وبدوره، قال المحلل السياسي ميشال شماعي إن حزب الله هو "أداة" لزعزعة استقرار لبنان ويعمل خارج سلطة الدولة اللبنانية.

وذكر أن "الحزب استخدم ترسانته المسلحة لفرض رأيه على اللبنانيين وليس لمواجهة إسرائيل".

وأضاف أن "هذا السلاح موجه للداخل لزعزعة الأمن وفرض أجندات لا تمت للسيادة اللبنانية بصلة".

هذا ويهدف قرار لبنان لاستعادة السيادة والاستقرار الغائبين في البلاد منذ أن أنهى اتفاق الطائف الحرب الأهلية.

وقال شماعي إن "الموقف يتلاقى و تطلعات اللبنانيين وليس للإملاءات الغربية كما يصورها محور الممانعة".

وأشار إلى أن " جميع اللبنانيين يريدون السيادة الكاملة على الأراضي اللبنانية وجيشا قويا والأمن والاستقرار والازدهار".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *