أمن

ضربات فرنسية تستهدف داعش في سوريا دعما للاستقرار الإقليمي

تهدف الضربات الاستباقية على مواقع داعش إلى ضمان عدم استفادة التنظيم من تغييرات القيادة في سوريا للعودة والظهور من جديد.

مقاتلة رافال فرنسية تقلع من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول في البحر المتوسط في 9 كانون الأول/ديسمبر 2016. [ستيفان دي ساكوتين/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتلة رافال فرنسية تقلع من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول في البحر المتوسط في 9 كانون الأول/ديسمبر 2016. [ستيفان دي ساكوتين/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت - قال خبراء إن فرنسا بينت من خلال ضرباتها الأخيرة على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، أنها تنوي منع التنظيم من استغلال التغيرات الحاصلة في سوريا للظهور مجددا.

وإن مقاتلات رافال الفرنسية ومسيرات أميركية الصنع من طراز ريبر "أسقطت ما مجموعه 7 قنابل على هدفين عسكريين تابعين لداعش في وسط سوريا"، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية في 31 كانون الأول/ديسمبر.

يُذكر أن القوات الفرنسية انضمت في العام 2014 إلى جهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة بداعش، علما أنها تتمركز في الإمارات وأماكن أخرى في المنطقة.

وكتب وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو على موقع إكس عقب الضربات "لا تزال قواتنا المسلحة منخرطة في محاربة الإرهاب في المشرق".

لقطة من مقطع فيديو نشره وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو على موقع إكس تظهر موقعا لداعش في سوريا استهدفته القوات الفرنسية.
لقطة من مقطع فيديو نشره وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو على موقع إكس تظهر موقعا لداعش في سوريا استهدفته القوات الفرنسية.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والضابط المتقاعد في الجيش اللبناني خليل الحلو لموقع الفاصل إن داعش لا تزال متواجدة في الصحراء السورية بين تدمر ودير الزور.

واعتبر أن "التنظيم يحاول استعادة قوته بمناطق نفوذه بوقت تعيد هيئة تحرير الشام تشكيل سوريا الجديدة بعد إسقاطها نظام بشار الأسد".

وأضاف "كانت الضربات الفرنسية لداعش استباقية تفاديا لزعزعة الاستقرار بسوريا" ولتجنب تمدد انعدام الاستقرار إلى العراق ولبنان.

ورأى الحلو أن داعش "محاصرة بالصحراء من دون موارد اقتصادية ومالية وهي عاجزة عن تجنيد موالين لها".

وأوضح أن الضغط المستمر من قبل قوات سوريا الديمقراطية والدول الأعضاء في التحالف الدولي مثل فرنسا والولايات المتحدة وتركيا يضمن "عدم الخشية من تمدد داعش بسوريا لاستعادة قوتها".

حماية سوريا والعراق ولبنان

ومن جهته، قال الأستاذ الجامعي فادي الأحمر المتخصص في الجغرافيا السياسية إن سوريا "لم تستقر بعد ولا تزال بعض المشاكل القائمة فيها"، بما في ذلك مشكلة داعش المتواصلة.

وذكر للفاصل أن تنظيم داعش لم يعد لديه قوة عسكرية وباتت قيادته وهيكله وخلاياه في حالة من الفوضى، إلا أن أيديولوجيته لا تزال موجودة.

وتابع "يتواجد التنظيم بمنطقة صحراوية خالية من العمل الاقتصادي أو المناطق السكنية الكبيرة. لذا فإن نشاطه محدود جدا".

وأضاف "لا يستطيع بحالة حصاره من قوات التحالف الدولي وقوات قوات سوريا الديموقراطية الاستفادة من وضع سوريا الجديدة لإعادة بناء قوته العسكرية والتمدد".

وأشار إلى أنه في حين أن تنظيم داعش لا يزال نشطا إلى حد ما في سوريا والعراق، غير أن "التحالف الدولي بالمرصاد له وجدد عبر القوات الفرنسية الجوية ضربه".

وقال "تصب الضربات الفرنسية وضربات التحالف بسياق مواجهة التطرف والإرهاب وحماية سوريا والعراق ولبنان من تطرف جديد يعيدها عقودا للوراء".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *