إرهاب
أيديولوجيا داعش تقيد حياة الأطفال في مخيمي الهول وروج
يتم تلقين الأطفال منذ ولادتهم داخل المخيمات في شمال شرق سوريا ليصبحوا متطرفين، وذلك على الرغم من جهود عمال الإغاثة لكسر هذه الحلقة.
سماح عبد الفتاح |
داخل المخيمات التي يديرها الأكراد مثل مخيمي الهول وروج بمحافظة الحكسة السورية والتي تضم عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يعيش آلاف الأطفال ظروفا صعبة ويتم تلقينهم الأفكار المتطرفة.
وقالت نرمين عثمان العاملة في قسم الإغاثة بالهلال الأحمر الكردي لموقع الفاصل إن 25 ألف طفل ومراهق على الأقل يعيشون في مخيم الهول.
وأضافت أن العدد الدقيق لا يزال غير واضح لأن الكثير من نساء داعش يتعمدن إخفاء الأطفال ويرفضن الإبلاغ عن حالات الولادة.
وأوضحت أن "بلوكات الأقسام النسائية خاصة المسيطر عليها من قبل الجهاديات، لا يتم الدخول إليها غالبا بسبب دقة الحالة".
وتابعت أنه "يتم تفتيش تلك المناطق دوريا خلال العمليات الأمنية الموسعة ومن خلال الاستعانة بالفرق النسائية التابعة لقوات سوريا الديومقراطية تجنبا للاحتكاك وإعطاء النساء سببا للاعتراض".
وقد كشفت حملة أمنية نفذت مؤخرا عن وجود عشرات الأطفال غير المقيدين تحت سن الثالثة.
وذكرت عثمان أن ذلك يدل على أن الجهاديات "ينفذن مخططا ممنهجا للزواج من رجال المخيم فقط للإنجاب بغية تأمين جيل جديد من أشبال الخلافة ليلعب دورا مستقبليا إن كان داخل المخيم أو خارجه".
صدمة نفسية وتلقين عقائدي
وأشارت إلى أن الأطفال في المخيمين "يعيشون أوضاعا لا تتناسب مع سنهم على الإطلاق".
وبدورها، قالت العاملة الاجتماعية بمخيم روج سمية العيسى لموقع الفاصل إن بعض الأطفال في المخيم "قد فقدوا أفرادا من عائلاتهم، لذا فهم مصابون بصدمة عميقة ويعبرون عن فقدانهم برسومات تحتوي من فقدوهم إلى جانب أمانيهم المستقبلية".
وأضافت أن بعض الأطفال الآخرين الذين تعتنق أمهاتهم فكر داعش العنيف "لا يفكرون على الإطلاق إلا من خلال القتل والدماء".
وحذرت من أن "أطفالا كثيرين قد تشربوا أفكار التنظيم الإرهابي منذ طفولتهم المبكرة، وهذا يتضح من ردودهم على الأسئلة ومن رسوماتهم التي غالبا تحتوي على موضوعات داعش بشأن القتل والعقاب".
وأوضحت أنه في حين أن بعض الأمهات يوافقن على مشاركة أطفالهن في نشاطات ترفيهية أو جلسات جماعية، فإن ذلك عادة ما يتم مقابل طلبات خاصة لهن أو نقلهن إلى بلوكات أخرى.
وإن الوضع يصبح أكثر خطورة مع تقدم الأطفال في العمر.
وحذرت العيسى من أن "الذين قد تشربوا فكر تنظيم داعش قد يتم نقلهم إلى سجون خاصة بالمتشددين، فسيتحولون فعليا إلى عناصر لتنظيم داعش وتكون الحلول الخاصة بهم شبه مستحيلة عندها".
هذا وقد حاولت المنظمات الإنسانية ومسؤولو المخيمات مواجهة تأثيرات المتطرفين، لكن جهودهم تواجه عقبات كبيرة.
وفي هذا الإطار، قالت روشان كوباني من وحدات حماية المرأة في مخيم الهول إن بعض أمهات الأطفال وهن زوجات سابقات لمقاتلي داعش، يقوضن هذه المبادرات.
وأضافت في حديث للفاصل إن فصل الأطفال عن أمهاتهم لمنع تلقينهم عقائديا له التحديات الأخلاقية الخاصة به.
وتابعت "لذلك، تم العمل مع العديد من الأمهات لمحاولة علاج المشكلة من أعلى الهرم. لكن كانت النتائج متواضعة، لأن الأمهات أنفسهن متشربات للفكر الإرهابي بعمق".