أمن
قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي تكبح جماح داعش في سوريا
يعتبر التحالف الدولي وحلفاؤه ’رأس الحربة‘ في معركة القضاء على التهديد الذي تشكله فلول تنظيم داعش في شرق سوريا والمنطقة.
سماح عبد الفتاح |
قال ناشطون إن قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي تبقى خط الدفاع الأول في ظل تنفيذ فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) موجة جديدة من الكمائن والهجمات وعمليات القتل في شرق سوريا.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت خلايا تنظيم داعش 65 عملية من مختلف الأنواع في الصحراء الشرقية بسوريا (البادية) منذ بداية العام.
وقال المرصد في 4 آذار/مارس إن الكمائن والهجمات المسلحة والتفجيرات في دير الزور والرقة وحمص ومناطق غربي نهر الفرات أسفرت عن مقتل 167 شخصا.
وذكر الناشط الإعلامي عمار صالح في حديث لموقع الفاصل أن تنظيم داعش عاد ليكون سببا من أسباب "التوتر الأمني" بعد انحسار عملياته خلال فترة طويلة من الزمن.
وقال صالح إن "اللافت بالعمليات الأخيرة لداعش أنها باتت أكثر تنظيما منذ القضاء على التنظيم".
وأوضح المرصد أن مسلحين يعتقد أنهم مرتبطون بداعش قتلوا يوم 6 آذار/مارس 18 شخصا أثناء بحث هؤلاء عن الكمأة في الصحراء ومن بينهم عدد من المقاتلين الموالين للنظام، ولا يزال 50 شخصا مفقودين.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات أسفرت عن حرق نحو 12 سيارة.
وفي شباط/فبراير، أدى انفجار لغم أرضي من مخلفات داعش إلى مقتل 14 شخصا أثناء بحثهم عن الكمأة الصحراوية.
وكان كمين نصبته داعش لجنود النظام السوري بالقرب من الميادين في محافظة دير الزور قد أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل في شهر آب/أغسطس 2023.
وأوضح صالح أن مثل هذه الهجمات تدل على أن تنظيم داعش استطاع تجميع بعض عناصره المشتتين وتنسيق أنشطتهم.
ولفت إلى أن التنظيم المتطرف عاد ليضغط على المدنيين في مناطق عدة من محافظة دير الزور والصحراء الشرقية لابتزازهم بالتهديدات والزكاة وذرائع أخرى.
’رأس الحربة في محاربة داعش‘
ومن جانبه، قال الخبير العسكري يحيى محمد علي لموقع الفاصل إنه بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، تشتتت عناصره واختبأت في الصحراء الشرقية وفي بلدات وقرى نائية تحت أسماء وهويات مستعارة.
وأضاف أن "الرابط بين هذه العناصر بقي محصورا من خلال بعض الرسل أو الاتصالات المموهة".
وتابع أنه منذ هزيمة داعش، تركزت الجهود الدولية على ملاحقة فلول التنظيم، علما أن الكثير منهم كانوا من "الذئاب المنفردة" التي تتحرك بشكل فردي للحصول على الأموال والإمدادات.
وأوضح أن التوترات الأخيرة في المنطقة تهدد بعرقلة تلك الجهود و"ستفسح المجال دون شك لعناصر التنظيم لإعادة التموضع والتخطيط والقيام بعمليات ضد العسكريين والمدنيين على حد سواء".
وقال علي إن التحالف الدولي الذي يعرف بعملية العزم الصلب "كان ولا يزال رأس الحربة في مواجهة التنظيم والقضاء عليه نهائيا".
عملية الإنسانية والأمن
وبدوره، قال الضابط في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد خوجة للفاصل إنه إضافة إلى تكثيف داعش هجماتها، عادت ولو بنسبة قليلة إلى مواقع التواصل الاجتماعي "للترويج والتهديد".
وأضاف أن "قوات سوريا الديموقراطية وبالدعم الدائم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مستمرة بملاحقة خلايا تنظيم داعش في كل مناطق سيطرتها".
وذكر أن قوات سوريا الديموقراطية قامت منذ بداية العام باعتقال العشرات من عناصر داعش، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة وأجهزة التواصل التي كانت بحوزتهم.
وأوضح أن عملية الإنسانية والأمن التي تنفذها قوات سوريا الديموقراطية في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة حيث تحتجز عائلات الكثير من مقاتلي داعش، تهدف أيضا إلى منع التنظيم من تجنيد عناصر جدد.
ولفت خوجة إلى أن التنظيم يواجه صعوبة كبيرة في تجنيد شبان في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية رغم الظروف الاقتصادية المتردية.
وقال "بل على العكس شهدت الفترة الأخيرة إقبالا متزايدا للانضمام إلى مختلف فرق قوات سوريا الديموقراطية والشرطة ومكافحة الإرهاب".