إرهاب
الأقليات بانتظار التعافي من أهوال داعش
استهدف تنظيم داعش بشراسة الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا، وأنكر عليهم حقوقهم التاريخية والحماية التي يوفرها لهم الإسلام.
أنس البار |
لا تزال الأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بحق الأقليات الدينية في العراق وسوريا من أوضح المؤشرات التي تدل على أن التنظيم المتطرف لا يمثل الإسلام.
وعند ظهوره قبل عقد من الزمن، صور تنظيم داعش نفسه على أنه "التمثيل الحقيقي للإسلام"، ولكنه قام بصورة متكررة وصارخة بانتهاك تعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية بكل شكل من الأشكال.
وكشف التنظيم سريعا عن وجهه الحقيقي ككيان إرهابي من خلال عدائيته تجاه الأقليات العرقية والدينية، منتهكا الحقوق والحماية التي منحهم إياها الإسلام على مدى قرون.
فاستهدف داعش بشراسة الإيزيديين والمسيحيين والشيعة وغيرهم من الأقليات، مرتكبا كل أنواع الاعتداءات في قضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية والواقع في محافظة نينوى العراقية وفي مدن ومجتمعات أخرى.
وقام مقاتلو التنظيم بقتل وخطف وسبي آلاف المدنيين المنتمين لتلك المجتمعات، كما دمروا منازل وأماكن العبادة الخاصة بهم.
وفي العراق، قتل عناصر داعش أكثر من 10 آلاف إيزيدي ودفنوا رفاتهم في نحو 80 مقبرة جماعية.
وحتى اليوم، لا تزال 2600 امرأة وطفل إيزيدي في عداد المفقودين.
’مجرد قتلة‛
وفي هذا السياق، قال المحلل الأمني صفاء الأعسم إن "الطَرقَ على وتر الطائفية والاختلاف الديني كان الهدف الأول لداعش للتمدد وفرض سطوته".
وأضاف "شرع التنظيم من البداية باستهداف النسيج الاجتماعي والتعايش".
وذكر لموقع الفاصل أن الانتهاكات التي ارتكبها مقاتلو داعش تظهر "زيف التزامهم الديني وبشاعة تفكيرهم".
وشدد على أنهم "لا ينتمون لأية مدرسة دينية. فهم مجرد أناس قتلة يرومون بناء نموذج حكم تعسفي ومتشدد يقوم على أساس إقصاء الآخرين وإنهاء وجودهم".
وأشار إلى أن المقاربة المتشددة لداعش "تجلت في شكل موجات عنف واضطهاد غير مسبوقة طالت مجتمعات إنسانية سلمية نفذت بحقها إبادات جماعية واستعباد".
وقال إن الإيزيديين والمسيحيين والأكراد والتركمان عانوا على يد داعش وإنهم "يكافحون اليوم للتعافي من الهجمة الإرهابية وإعادة تثبيت وجودهم التاريخي في مواطنهم الأصلية ومحاولة طي صفحة الماضي".
وأضاف أنه يبقى من الضروري "تلافي تكرار ما حدث بإجراء حملات وقائية لنشر ثقافة التسامح والعيش المشترك".
وأوضح أن هذه الحملات يجب أن تمنع التلاعب بعقول الناس واستهداف الشباب "بالأفكار المتشددة والمنحرفة عن مبادئ الدين".
وشدد الأعسم على أهمية "أخذ الدروس والعبر والاستفادة من تجارب بلدان كثيرة تتمتع اليوم بالاستقرار بالرغم من وجود العديد من الأديان والمذاهب والأعراق فيها".
وأكد "التنوع هو مصدر قوتها".
شكرا لكم على المحتوى