سماح عبد الفتاح | 2025-01-03

قال محللون إن القائد الفعلي الجديد لسوريا استخدم تنظيم القاعدة لتحقيق أغراضه الخاصة، وإنه شكل في البداية تحالفا مع التنظيم المتطرف ومن ثم انفصل عنه خدمة لأجندته الخاصة، وفي هذه الأثناء جعل من "التنظيم الأم" للإرهاب مصدرا للسخرية.

وكان أبو محمد الجولاني، الذي استبدل مؤخرا اسمه الحربي باسمه الحقيقي أحمد الشرع، قد قطع علاقاته بتنظيم القاعدة علنا في العام 2016 حين كان يترأس ذراع القاعدة السورية، أي جبهة النصرة التي أسسها في العام 2011.

وفي العام 2017، دمج جبهة النصرة في هيئة تحرير الشام الجديدة.

وكان الشرع قد بايع تنظيم القاعدة في العام 2013، بما في ذلك زعيم التنظيم أيمن الظواهري من أجل قطع العلاقة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وزعيمه أبو بكر البغدادي.

وأثناء قيادته تحرير الشام، أبعد الشرع المتطرفين القدامى عن مناصب اتخاذ القرار واشتبك بصورة دورية مع فصائل متطرفة أخرى من أجل دمجها أو استبعادها أو القضاء عليها.

وهناك حتى إشارات إلى أن هيئة تحرير الشام كشفت عن مخابئ قياديين في داعش اغتيلوا في محافظة إدلب، وذلك من أجل الترويج لصورتها الأكثر اعتدالا.

وقال محللون إن التحول الأيديولوجي السريع للشرع أو على الأقل الشكل العلني له، يظهر أنه استخدم تنظيم القاعدة للسعي وراء أهدافه الخاصة. ويشير كذلك إلى ضعف التنظيم، ولا سيما في سوريا.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن "الجولاني قفز من سفينة القاعدة للحفاظ على المملكة الخاصة به".

وأضاف أنه إلى جانب تغيير اسمه الحربي، بدّل مظهره تماما وبدأ بالترويج لنفسه على أنه وسطي وأعلن مؤخرا عن الحل الوشيك لهيئة تحرير الشام.

ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة

وتابع بكار أنه لا شك في أنه قبل قطع علاقته بالتنظيم، كان الشرع أكثر أمراء القاعدة نفوذا على الأرض في سوريا، وأن إنكاره للتنظيم وجهوده الإضافية للنأي بنفسه عنه شكّل ضربة موجعة للتنظيم.

وقال إن التنظيم فقد داعما أساسيا كان يعتمد عليه لضمان أمن أمرائه وعناصره في سوريا.

وأشار إلى أن التنظيم يواجه اليوم فقدان التواصل بين عناصره في سوريا وعناصره في العراق، ما سيضعف ما تبقى من قوته العسكرية.

وأوضح أن تحول الشرع يسلط الضوء أيضا على فشل القاعدة، إذ يظهر أنه لم يجد تحت مظلة التنظيم أية طريقة للاستمرار في مساره ليصبح رجل دولة موثوقا به.

وبدوره، قال الباحث في مركز سنتشوري إنترناشونال آرون لوند لوكالة الصحافة الفرنسية "أعتقد أنها في المقام الأول سياسة جيدة"، لافتا إلى أن التحول الأيديولوجي للشرع قد لا يكون صادقا تماما "لكنه الشيء الذكي الذي يمكن قوله وفعله اليوم".