سماح عبد الفتاح | 2024-09-19

قال ناشطون إن الخلافات الداخلية في هيئة تحرير الشام عادت للظهور من جديد، ولكن هذه المرة بين العناصر الموالية لزعيمها أبو محمد الجولاني ومن يسعون للعودة إلى فكر أكثر تشددا.

حيث ظهرت خلافات جديدة داخل الهيئة المتطرفة للعلن، حسبما ذكر الناشط الإعلامي محمود حاج كامل، وهو من إدلب، مع مطالبة المتشددين بـ"إشراف ديني" وإعادة تفعيل لدور "شرطة الآداب".

ويتهم المتشددون الجولاني بالابتعاد عن فكر الهيئة المتشدد والمبني على مبادئ تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" (داعش).

وعادت الخلافات للظهور في آب/أغسطس الماضي عندما أوقفت هيئة تحرير الشام بصورة مفاجئة دورة الألعاب البارالمبية في مدينة إدلب والتي كانت ستجري بالتزامن مع الألعاب البارالمبية في باريس، وذلك بعد الموافقة سابقا على تنظيم الدورة.

فعارضت الفصائل المتشددة انعقاد حفل إيقاد الشعلة الافتتاحي واتهمت المنظمين بـ"الابتعاد عن الدين"، وطالبت الهيئة بتعليق الألعاب وتفعيل دور الشرطة الدينية "لمنع فعاليات مشابهة".

وأكد حاج كامل أن أهالي إدلب يخشون عودة تطبيق الهيئة التفسير المتشدد للشريعة، نظرا لما عانوه سابقا من "جلد وضرب وسجن وحتى في بعض الحالات الإعدام".

وأضاف "تنتشر حالة من عدم الثقة بالهيئة كون قيادتها لن تجازف بمعاداة الجناح المتشدد الذي له تأثير على معظم مقاتلي الهيئة".

خلافات داخلية

وفي هذا السياق، قال الصحافي السوري محمد العبد الله لموقع الفاصل إن الجولاني حاول تقديم نفسه بأنه معتدل لأسباب سياسية واستراتيجية، آملا في الحصول على دور سياسي بعد انتهاء الحرب في سوريا.

وتابع "لكنه في الوقت ذاته مطالَب داخليا بالحفاظ على روح الفكر السلفي المتشدد لإرضاء شريحة كبيرة من قادة وأمراء وشرعيي وعناصر الهيئة" الذين يعتنقون ذلك.

ولفت إلى أن تاريخ الهيئة منذ إطلاقها حافل بالخلافات الداخلية، "واستطاع الجولاني طيلة هذه المدة القضاء على خصومه والتخلص من الأذرع القوية التي كان لها تأثير كبير".

وأوضح العبد الله أنه فعل ذلك "بالتصفيات أو الاتهام بالعمالة لجهات خارجية أو بالفصل، لكنه في الوقت الحالي يحاول تجنب تصاعد الخلافات".

وتوقع أن يتخذ الجولاني قرارا بتفعيل "قانون الآداب الدينية" المؤلف من 128 بندا والذي لم يتم تطبيقه إلا بشكل متقطع و"تنشيط مهام شرطة الآداب لإرضاء المتشددين".

وتابع "لكنه من دون شك سيواجه بحالة رفض شعبي خاصة وأن التظاهرات الرافضة للجولاني نفسه وللهيئة لا تزال تحصل".