إرهاب

فرع القاعدة السوري ’السابق‛ يفقد سيطرته على إدلب بسبب الخلافات الداخلية

تواجه هيئة تحرير الشام، وهي ائتلاف متطرف يقوده الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا يسيطر على إدلب، ضغوطات داخلية وخارجية شديدة.

تجمع لمتظاهرين في بلدة بنش بمحافظة إدلب في 1 آذار/مارس للاحتجاج ضد هيئة تحرير الشام. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]
تجمع لمتظاهرين في بلدة بنش بمحافظة إدلب في 1 آذار/مارس للاحتجاج ضد هيئة تحرير الشام. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

قالت مصادر محلية إن محافظة إدلب السورية تشهد موجة غضب متزايدة من هيئة تحرير الشام في ظل بدء تآكل الهيئة، علما أن هذه الأخيرة كناية عن ائتلاف متطرف يسيطر عليه الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.

وتشكل هيئة تحرير الشام الجهة غير الرسمية المسيطرة في آخر معقل للمعارضة السورية، وهي بالتالي الحاكم الفعلي لمحافظة إدلب وبعض المناطق المجاورة.

تأسست الهيئة على يد جبهة النصرة سابقا والتي كانت الفرع الرئيس للقاعدة في سوريا، وتقع كليا تحت سيطرتها.

ورغم إعلانها عن قطع علاقاتها مع القاعدة، أكد محللون أن هذه الخطوة ليست إلا تضليلا يهدف إلى إعطائها المزيد من النفوذ في المفاوضات السياسية بشأن مستقبل سوريا ما بعد الحرب، وذلك عبر محو وصمة تبعيتها للقاعدة.

مقاتلو هيئة تحرير الشام يشاركون في حفل تخرج من تدريب عسكري في محافظة إدلب بتاريخ 16 آب/أغسطس 2023. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتلو هيئة تحرير الشام يشاركون في حفل تخرج من تدريب عسكري في محافظة إدلب بتاريخ 16 آب/أغسطس 2023. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

لكن هيئة تحرير الشام ما زالت تعتمد فكر القاعدة، وعملت على قمع أو تصفية الخصوم وتحكم السيطرة على معارضيها.

في الأشهر الماضية، بدأت الهئية تشهد انقسامات مع محاولة تمسك زعيمها أبو محمد الجولاني بالسلطة عبر إقالة شخصيات نافذة من مناصب قيادية.

في هذه الأثناء، بدأ سكان إدلب يعربون أكثر فأكثر عن رفضهم لحكم الهيئة، متهمين إياها بترك وخيانة أهداف الثورة السورية التي دعت إلى إصلاحات ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

وعود كاذبة

في هذا السياق، ندد سكان إدلب بفساد الهيئة وسرقتها الأموال العامة وفرض الضرائب والاتاوات ومحاولاتها قمع المعارضة.

وقال ناشط وباحث سياسي من مدينة إدلب طلب عدم ذكر اسمه، إن الاحتجاجات انطلقت مجددا بقوة في مختلف أنحاء المحافظة خلال الأشهر الماضية.

وأوضح أنه إلى جانب احتجاجات المدنيين، انضمت إلى التظاهرات قيادات وعناصر عسكرية ناقمة على الجولاني.

وعزا التظاهرات إلى "تفاقم تردي الوضع الاقتصادي نتيجة فساد هيئة تحرير الشام بإدارة المنطقة واحتكار شخصيات مقربة من الجولاني للموارد الاقتصادية كافة".

وازدادت نقمة السكان أيضا مع اعتقال الهيئة للمتظاهرين السلميين في جسر الشغور ومطاردتها الناشطين المناوئين لسياستها.

بدوره، اعتبر أبو محمود المتحدر من ريف إدلب الجنوبي أن هيئة تحرير الشام التي ادعت دعم الشعب السوري وأهداف المعارضة السورية، "نكست بوعودها منذ اللحظة الأولى".

وذكر في حديث للفاصل أن "ما يحصل اليوم يؤكد أنها تنفذ أجندتها للوصول للسلطة وقمع التظاهرات".

وتابع أن الابتعاد الشعبي الكبير عن هيئة تحرير الشام "بات السمة الأبرز بسبب عدم الرضى عن سلوكياتها وممارساتها الرافضة لفصائل المعارضة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

عصابات مأجورة خربت سوريا وهجرت اهلها وأولئك الذين صدقوا ان ما حدث ثورة

حسبنا الله ونعم الوكيل

علوا كون متلن

تم حزف التعليق لانتهاكه سياسة التعليقات

نفاق وكذب لايوجد ديمقراطية وحرية وحقوق انسان حقيقي إلا بمعرفة المخلص الوحيد (الرب يسوع المسيح)من خلاله يتحرر الانسان من فكر وشر إحرامه اصلي الى الله بان يهدي قلوب وأفكار الضالين عن كلمة خلاصه التي تتمثل بالانجيل المقدس وهو الضمان الوحيد (لا سواه) للجنس البشري