حقوق الإنسان

الحوثيون يحولون المهاجرين الأفارقة إلى مقاتلين قسرا

تستغل الميليشيا المدعومة من إيران ضعف ويأس المهاجرين الذين يبحثون عن ملاذ في اليمن لتجنيدهم في صفوفها.

تجمع لمهاجرين أفارقة في مخيم مؤقت لتلقي المساعدات الإنسانية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
تجمع لمهاجرين أفارقة في مخيم مؤقت لتلقي المساعدات الإنسانية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

فيصل أبو بكر |

عدن -- قال خبراء ومسؤولون حقوقيون في اليمن إن الحوثيين يجندون المهاجرين واللاجئين الأفارقة قسرا للعمليات العسكرية التي تستهدف الشحن الدولي في البحر الأحمر.

ففي تشرين الأول/أكتوبر وحده، سجلت منظمة الهجرة العالمية دخول 6364 مهاجرا إلى اليمن، بزيادة قدرها 136 بالمائة مقارنة بأيلول/سبتمبر.

وذكرت مصادر في اليمن لصحيفة الشرق الأوسط أن الحوثيين عملوا على اعتراض المهاجرين أثناء محاولتهم عبور الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وأوضحت المصادر أن الجماعة المدعومة من إيران أرسلت مؤخرا أكثر من 220 مهاجرا إفريقيا إلى مخيمات تدريب عسكري سرية في محيط صنعاء.

فيما أوردت مصادر أمنية بالشرق الأوسط حدوث زيادة مؤخرا في عمليات اعتقال المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة التي تعد معقلا أساسيا للحوثيين، علما أن معلومات تحدثت عن نقل العديد من المعتقلين إلى مخيمات تدريب عسكري.

وفي هذا السياق، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد للفاصل إن "الحوثيين يستهدفون الأفارقة لأن الكثير منهم مجهول لا تعرف عنهم عائلاتهم شيء".

وتابع "وبالتالي لا يتحمل الحوثي أية تبعات".

وأشار إلى أن تمركز اللاجئين الأفارقة في السواحل اليمنية يؤمن للحوثيين ساحة جاهزة للتجنيد، خلافا للعشائر المحلية التي تطلب المال.

وذكر أن الحوثيين يختارون الأفارقة أساسا للعمل الاستخباراتي، فيقومون بتهريبهم إلى السعودية باعتبارهم "مهاجرين"، وأيضا لتنفيذعمليات القرصنة.

اعتداءات متزايدة

وفي بلد يحتاج فيه ثلثا الشعب إلى المساعدات ويعاني 80 في المائة منه للوصول إلى المستلزمات الأساسية، تستغل الميليشيا المساعدات الإنسانية في جهودها الرامية إلى التجنيد.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين يستغلون الأزمة الإنسانية في اليمن لتسهيل التجنيد.

ووثقت منظمة ميون لحقوق الإنسان أكثر من 2200 حالة تم فيها تجنيد الأطفال قسرا بصفوف القوات القتالية الحوثية خلال فترة 18 شهرا انتهت في كانون الأول/ديسمبر 2022.

وفي تقرير قدمه في تشرين الأول/أكتوبر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كشف فريق الخبراء الأممي المعني باليمن أن الحوثيين يجبرون المهاجرين الإثيوبيين على الانضمام إلى صفوفهم والمشاركة في عمليات تهريب المخدرات.

ومن جانبه، قال فهمي الزبيري مدير عام مكتب حقوق الإنسان بصنعاء إن جماعة الحوثي لجأت إلى تجنيد المهاجرين الأفارقة بعد فشلها في حشد الدعم المحلي.

وأضاف للفاصل أن "الأفارقة الذين يبحثون عن لقمة العيش وهربوا من الحروب و الصراعات والفقر باتت تتلقفهم ميليشيا الموت الحوثية للزج بهم في معاركها من أجل تحقيق أجندة إيران التدميرية في المنطقة".

وفي هذا الإطار، قال الحقوقي والمحامي عبد الرحمن برمان للفاصل إن التجنيد القسري للاجئين الأفارقة يعتبر خرقا للمادة 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضاف أن "اللاجئ الذي هرب من الصراعات والقتال أصبحت حياته معرضة للاضطهاد وللخطر في البلد الذي لجأ إليه".

وتابع أنه "يؤخذ للجبهة للقتال ومعسكرات التدريب بواسطة الحوثي، وهذا انتهاك لحقه في الحرية والأمان والحياة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لا كلام فاضي

الله اكبر

على الباغي تدور الداوئر وقريبا ستبيعهم إيران كما فعلت مع مطاياها في لبنان وسوريا .المسألة مسألة وقت بإذن الله .