إقتصاد
تفاقم الجوع في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن
بلغ الحرمان الحاد من الغذاء أعلى مستوياته في مناطق شمال اليمن الخاضعة للحوثيين، بحسب برنامج الغذاء العالمي.
فيصل أبو بكر |
عدن -- اتخذت أروى أحمد، وهي أم لستة أولاد، موقعا لها أمام أحد المطاعم في حي بيت بوس بصنعاء، لتطلب فيه من العملاء الحصول على أية بقايا من طعامهم لمساعدتها على تأمين الغذاء لعائلتها.
وقالت "منذ أن توقفت المساعدات الغذائية توقفت في نهاية العام الماضي، ازداد وضعنا المعيشي صعوبة إذ أن راتب زوجي الذي يعمل بأجر يومي ليس كافيا لدفع الإيجار".
وأضافت أنه في حال تعذر عليها الخروج لطلب الطعام، "قد لا يأكل أطفالي في ذلك اليوم غير بعض الخبز والماء، ذلك أننا لا نستطيع شراء المواد الغذائية الأساسية بسبب ظروفنا الصعبة والأسعار المرتفعة".
وبات الجوع أكثر انتشارا في اليمن وفق تحذير برنامج الغذاء العالمي الصادر في 1 تموز/يوليو، علما أن "الحرمان الحاد من الغذاء" بلغ أعلى مستوياته في مناطق من شمال البلاد، بما في ذلك الجوف وحجة وعمران والحديدة.
وأشار برنامج الغذاء العالمي أيضا إلى أن جنوب اليمن الواقع تحت سيطرة الحكومة يشهد أيضا "مستويات تاريخية" من الاستهلاك غير الكافي للمواد الغذائية.
وفي 9 تموز/يوليو، أعلن البرنامج استئناف توزيع المساعدات الغذائية بصورة محدودة في المناطق الخاضعة للحوثيين بعد تعليق توزيعها على هذه المناطق في كانون الأول/ديسمبربسبب ما ذكره البرنامج من تمويل محدود ونزاع مع الجماعة بشأن المستفيدين من هذه المساعدات.
ظهور بؤر مجاعة
وفي هذا السياق، قال المحلل الاقتصادي فارس النجار للفاصل إن نصف الأسر لا تحصل على ما يكفي من الطعام في المناطق الخاضعة للحوثيين.
وأضاف أن هذا تراكم للظروف الاقتصادية الرديئة نتيجة الحرب طويلة الأمد التي أشعلها انقلاب الحوثيين في أيلول/سبتمبر 2014.
وأظهرت تقارير سابقة لبرنامج الغذاء العالمي أن أكثر من 5 بؤر مجاعة تظهر في محافظات تقع تحت سيطرة الحوثيين مثل حجة والمحويت والحديدة.
وحذرت أيضا منظمة الصحة العالمية من إعادة ظهور مقلقة لحالات الكوليرا في شمالي اليمن، علما أن عدد الحالات المسجلة قارب المائة ألف حالة، وفق ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط في 17 تموز/يوليو.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين حظروا حملات تلقيح الأطفال ويتسترون على عدد حالات الإصابة والوفيات الخاصة بالكوليرا في مناطق سيطرتهم.
وأكد التقرير الجديد الصادر عن برنامج الغذاء العالمي أن "الحوثيين لا يهتمون بالوضع الإنساني"، مشيرا إلى قيام الجماعة بخطف وطرد فرق عمل المنظمة الإنسانية العالمية كدليل آخر على ذلك.
واحتجزت الجماعة أكثر من 12 عاملا إغاثيا في 10 حزيران/يونيو فيما بدا أنها خطوة منسقة، متهمة إياهم بالانتماء إلى "شبكة تجسس" وبثت "اعترافات" قسرية لدعم ادعائها الكاذب.
وفي كانون الثاني/يناير، تلقت الأمم المتحدة كتابا من الحوثيين طالبوا فيه مغادرة أعضاء فريق عمل الأمم المتحدة من حاملي الجنسيتين الأميركية والبريطانية من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في غضون شهر، ما يعرقل تسليم المساعدات في البلد المضطرب.