أمن
الحوثيون يموّلون هجمات البحر الأحمر من عمليات تهريب المخدرات الدولية
يمثل الاتجار بالمخدرات مصدر دخل رئيسيا للحوثيين الذين وسعوا عملياتهم في اليمن وعبر المياه في أفريقيا.
![حارس مسلح يمضغ نبات القات في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية].](/gc1/images/2025/02/09/49069-Yemen-Houthis-qat-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- أكد خبراء ومحللون في اليمن أن الحوثيين الذين تدعمهم إيران يمولون هجماتهم من خلال تجارة المخدرات وزراعة الحشيش، وأنهم قد وسعوا عملياتهم إلى أفريقيا بهدف زيادة عائداتهم.
وقد أصبحت مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن أسواقا مفتوحة للمخدرات مثل الكبتاغون والحشيش والهيروين ، وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويستخدم الحوثيون الأرباح من بيع المخدرات لشراء الأسلحة ودفع رواتب المقاتلين، بنفس الطريقة التي اعتمد فيها وكلاء وحلفاء إيران الآخرون، لا سيما حزب الله اللبناني والنظام السوري السابق، على تجارة المخدرات.
وقال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت لموقع الفاصل إنه عبر البحر في القرن الأفريقي، أقام الحوثيون علاقات مع حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة على أساس مصالحهم المتبادلة، وذلك رغم اختلافاتهم الأيديولوجية .
وأضاف أن هذا "يفتح الباب لجماعة الحوثي للحصول على موارد جديدة من تجارة المخدرات التي تقوم بها حركة الشباب"، مشيرا إلى أن هذه التجارة تمثل أحد المصادر الرئيسية للإيرادات لكلا الجماعتين.
وأشار ثابت إلى أن تجارة المخدرات تمول عمليات التجنيد للحوثيين.
وأوضح أن "جماعة الحوثي تنتهج زراعة الحشيش والقنب في محافظتي صعدة والجوف تحت إشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني" من أجل تدعيم مصادر تمويل الجماعة.
وأكد أن محافظة صعدة مغلقة أمام الجميع باستثناء الحوثيين، "ولا يمكن الدخول إليها من غير سكانها إلا بتصريح مسبق".
وتابع أن "هذا يضع بعض الشكوك حول انتهاجها لإقامة معامل تصنيع الكبتاغون كما حصل في سوريا".
عصابات التهريب
من جانبه، قال فهمي الزبيري مدير عام حقوق الإنسان في أمانة العاصمة إن "ميليشيا الحوثي بدأت في تجارة المخدرات منذ وقت مبكر وتعمل على نشر تعاطي المخدرات في أوساط الشباب".
وأضاف أن هذا يشمل مقاتليها، حيث أن الحوثيين يسهلون لهم الوصول إلى المخدرات، مثل الكبتاغون، وهو منشط يعطي المقاتلين الطاقة ويخفف من حدة انفعالاتهم عندما يكونون على جبهات القتال، كما كان الحال في سوريا.
وأوضح الزبيري أن ميليشيا الحوثي تستخدم هذه المواد المحرمة مع مجنديها الأطفال، ما يجعلهم عرضة للإكراه ويعرضهم للإدمان.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي فارس النجار لموقع الفاصل إنه للحصول على المال، يقوم الحوثيون بتحصيل الضرائب تحت ذرائع مختلفة .
وأضاف أن جماعة الحوثي قد كونت عصابات تهريب في إطار الاقتصاد الموازي الذي أسسته في اليمن، وأن تلك العصابات لديها ارتباطات مع المهربين في القرن الأفريقي ويستخدمونها للحصول على المخدرات والأسلحة.
ورأى أن عمليات اعتراض مهربي المخدرات التي تمت مؤخرا في بحر العرب "تثبت أن هذه الشبكة أصبحت لها امتداد دولي".
كما تؤكد أن "جماعة الحوثي أصبحت تعبث بالمنطقة وأمنها واستقرارها شأنها شأن كل الأطراف المرتبطة بإيران في المنطقة".